المحاذاة   
ذكره  ابن فارس ،  وحقيقته أن يؤتى باللفظ على وزن الآخر ؛ لأجل انضمامه إليه ؛ وإن كان لا يجوز فيه ذلك لو استعمل منفردا ؛ كقولهم : أتيته الغدايا والعشايا ، فقالوا : الغدايا ؛ لانضمامها إلى العشايا .  
قيل : ومن هذا كتابة المصحف ، كتبوا :  والليل إذا سجى      ( الضحى : 2 ) بالياء ، وهو من ذوات الواو ، لما قرن بغيره مما يكتب بالياء .  
ومنه قوله تعالى :  لسلطهم عليكم      ( النساء : 90 ) فاللام التي في لسلطهم جواب ( لو ) ثم قال : ( فلقاتلوكم ) فهذه حوذيت بتلك اللام ؛ وإلا فالمعنى : لسلطهم عليكم فقاتلوكم .  
 [ ص: 449 ] ومثله  لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه      ( النمل : 21 ) فهما لاما قسم ، ثم قال :  أو ليأتيني بسلطان مبين   فليس ذا موضع قسم ؛ لأنه حذر الهدهد ، فلم يكن ليقسم على الهدهد أن يأتي بعذر لكنه لما جاء به على أثر ما يجوز فيه القسم أجراه مجراه .  
ومنه  الجزاء على الفعل بمثل لفظه   نحو :  إنما نحن مستهزئون   الله يستهزئ بهم   أي : يجازيهم جزاء الاستهزاء .  
وقوله :  ومكروا ومكر الله      ( آل عمران : 54 )  فيسخرون منهم سخر الله منهم      ( التوبة : 79 )  وجزاء سيئة سيئة مثلها      ( الشورى : 40 ) .  
				
						
						
