( وأما  الهمز المتوسط ) المتحرك المتحرك ما قبله فهو أيضا على قسمين      : إما أن يكون متوسطا بنفسه ، أو بغيره ( فالمتوسط بنفسه ) لا تخلو همزته إما أن تكون مفتوحة ، أو مكسورة ، أو مضمومة ، ولا تخلو الحركة قبلها من أن تكون ضما ، أو كسرا ، أو فتحا ، فتحصل من ذلك تسع صور .  
( الأولى ) مفتوحة بعد ضم نحو (  مؤجلا   ، و  يؤخر   ، و  فؤاد   ، وسؤال ،  ولؤلؤا      ) .  
( الثانية ) مفتوحة بعد كسر نحو (  مئة   ، و  ناشئة   ،  وننشئكم   ، و  سيئات   ، و  ليبطئن   ، و  شيئا   ، و  خاطئة      ) .  
( الثالثة ) مفتوحة بعد فتح نحو (  شنآن   ، وسألهم ، و  مآرب   ، و  مآب   ، و  رأيت   ، و  تبوء   ،  ونأى   ، و  ملجأ   ، و خطأ ) .  
( الرابعة ) مكسورة بعد ضم نحو (  كما سئل   ، و  سئلوا      ) .  
( الخامسة ) مكسورة بعد كسر نحو (  إلى بارئكم   ، و  خاسئين   ، و  متكئين      ) .  
( السادسة ) مكسورة بعد فتح نحو (  يئس   ،  وتطمئن   ، وجبرئل ) .  
( السابعة )      [ ص: 438 ] مضمومة بعد ضم نحو (  برءوسكم   ، و  كأنه رءوس      ) .  
( الثامنة ) مضمومة بعد كسر نحو (  ليطفئوا   ، و  أنبئوني   ، و مستهزءون ، و  سيئه      ) .  
( التاسعة ) مضمومة بعد فتح نحو (  رءوف   ،  ويدرءون   ، و  يكلؤكم   ، و  نقرؤه   ، و  تؤزهم      ) .  
فتسهل الهمزة في الصورة الأولى - وهي المفتوحة بعد ضم - بإبدالها واوا ، وفي الصورة الثانية - وهي المفتوحة بعد كسر - بإبدالها ياء ، وتسهيلها في الصور السبع الباقية بين بين ، أي : بين الهمزة وما منه حركتها على أصل التسهيل ، وحكى أبو العز في كفايته في المفتوحة بعد فتح إبدالها ألفا ، وعزاه إلى  المالكي  ،  والعلوي  ،  وابن نفيس  ، وغيرهم ، وذكره أيضا   مكي   وابن شريح  ، وقال : إنه ليس بالمطرد .  
( قلت ) : وهذا مخالف للقياس ، لا يثبت إلا بسماع ، وحكى بعضهم تسهيل الهمزة المضمومة بعد كسر والمكسورة بعد ضم بين الهمزة وحركة ما قبلها ، والمتوسط بغيره من هذا القسم ، وهو المتحرك المتحرك ما قبله ، لا يخلو أيضا من أن يكون متصلا ، أو رسما . فإن كان متصلا رسما بحرف من حروف المعاني دخل عليه كحروف العطف ، وحروف الجر ، ولام الابتداء ، وهمزة الاستفهام ، وغير ذلك ، وهو المعبر عندهم بالمتوسط بزائد ، فإن الهمزة تأتي فيه مفتوحة ومكسورة ومضمومة ، ويأتي قبل كل هذه الحركات الثلاث كسر وفتح ، فيصير ست صور :  
( الأولى ) مفتوحة بعد كسر نحو (  بأنه   ،  بأنهم   ،  بأنكم   ،  بأي   ،  فبأي   ،  ولأبويه   ،  لأهب   ،  فلأنفسكم   ،  لآدم      ) .  
( الثانية ) مفتوحة بعد فتح نحو (  فأذن   ،  أفأمن   ،  أفأمنتم   ،  كأنه   ،  كأنهن   ، كأي ،  كأمثال   ،  فسأكتبها   ،  أأنذرتهم   ،  سأصرف      ) .  
( الثالثة ) مكسورة بعد كسر نحو (  لبإمام   ،  بإيمان   ،  بإحسان   ،  لإيلاف      ) .  
( الرابعة ) مكسورة بعد فتح نحو (  فإنهم   ،  فإنه   ،  فإما   ،  وإما   ،  أئذا   ،  أئنا      ) .  
( الخامسة ) مضمومة بعد كسر نحو (  أولاهم لأخراهم      ) .  
( السادسة ) مضمومة بعد فتح نحو (  وأوحي   ،  وأوتينا   ، وأتيت ،  أؤلقي   ،  فأواري      ) فتسهيل هذا القسم كالقسم قبله يبدل في الصورة الأولى وهي المفتوحة بعد الكسر ياء ويسهل      [ ص: 439 ] بين بين في الصور الخمس الباقية ، إلا أنه اختلف عن  حمزة  في تسهيله كالاختلاف في تسهيل المتوسط بغيره من المتحرك بعد الساكن مما اتصل رسما نحو (  ياأيها   ،  والأرض      ) فسهله الجمهور كما تقدم ، وحققه جماعة كثيرون ، وإن كان المتوسط بغيره منفصلا رسما ، فإنه يأتي مفتوحا ، ومكسورا ، ومضموما ، وبحسب اتصالهما قبله يأتي بعد ضم وكسر وفتح ، فيصير منه كالمتوسط بنفسه تسع صور .  
( الأولى ) مفتوحة بعد ضم نحو (  منه آيات   ،  يوسف أيها الصديق أفتنا   ،  السفهاء ألا      ) .  
( الثانية ) مفتوحة بعد كسر نحو (  من ذرية آدم   ،  فيه آيات   ،  أعوذ بالله   ،  هؤلاء أهدى      ) .  
( الثالثة ) مفتوحة بعد فتح نحو (  أفتطمعون أن   ،  إن أبانا   ،  قال أبوهم   ،  جاء أجلهم      ) .  
( الرابعة ) مكسورة بعد ضم نحو (  يرفع إبراهيم   ،  النبي إنا   ،  منه إلا قليلا   ،  نشاء إلى      ) .  
( الخامسة ) مكسورة بعد كسر نحو (  من بعد إكراههن   ،  ياقوم إنكم   ،  من النور إلى   ،  هؤلاء إن كنتم      ) .  
( السادسة ) مكسورة بعد فتح نحو (  غير إخراج   ،  قال إبراهيم   ،  قال إني   ،  إنه   ،  تفيء إلى      ) .  
( السابعة ) مضمومة بعد ضم نحو (  الجنة أزلفت   ،  كل أولئك   ،  والحجارة أعدت   ،  أولياء أولئك      ) .  
( الثامنة ) مضمومة بعد كسر نحو (  من كل أمة   ،  في الأرض أمما   ،  في الكتاب أولئك   ،  عليه أمة      ) .  
( التاسعة ) مضمومة بعد فتح نحو (  كان أمة   ،  هن أم   ،  منهن أمهاتكم   ،  جاء أمة      ) فسهل أيضا هذا القسم من سهل الهمز المتوسط المنفصل الواقع بعد حروف المد من العراقيين ، وتسهيله كتسهيل المتوسط بنفسه من المتحرك : يبدل المفتوحة منه بعد الضم واوا وبعد الكسر ياء ، ويسهل بين بين في السور السبع الباقية سواء ( فهذا ) جميع أقسام الهمز ساكنة ومتحركة ومتوسطة ومتطرفة ، وأنواع تسهيله القياسي الذي اتفق عليه جمهور أئمة النحويين والقراء ، وقد انفرد بعض النحاة بنوع من التخفيف وافقهم عليه بعض القراء وخالفهم آخرون ، وكذلك انفرد بعض القراء بنوع من التخفيف وافقهم عليه بعض النحاة ، وخالفهم آخرون ، وشذ بعض من      [ ص: 440 ] الفريقين بشيء من التخفيف لم يوافق عليه ، وسنذكر ذلك كله مبينا للصواب بحمد الله تعالى وقوته .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					