11028  ( أخبرنا )  أبو الحسين بن الفضل القطان  ببغداد  ، أنبأ  عبد الله بن جعفر بن درستويه  ، ثنا  يعقوب بن سفيان  ، ثنا أبو اليمان  ، أنبأ شعيب  ح ، قال : وأنبأ حجاج بن أبي منيع  ، عن جده ، عن  الزهري  ، قال : حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل وهو ابن أخي  [ ص: 62 ] عائشة  زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمها ؛ أن عائشة   - رضي الله عنها - حدثت : أن عبد الله بن الزبير  ، قال : في بيع أو عطاء أعطته عائشة   : والله لتنتهين عائشة  أو لنحجرن عليها  فقالت : أهو ، قال : هذا ؟ فقالوا : نعم ، فقالت عائشة   - رضي الله عنها - : هو لله علي نذر أن لا أكلم ابن الزبير  أبدا ، فاستشفع ابن الزبير  إليها حين طالت هجرتها إياه ، فقالت : والله لا أشفع فيه أحدا أبدا ، ولا أتحنث في نذري الذي نذرته . فلما طال ذلك على ابن الزبير  كلم  المسور بن مخرمة  ، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث  وهما من بني زهرة  ، فقال لهما : أنشدكما الله لما أدخلتماني على عائشة  ؛ فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي ، فأقبل به المسور  ، وعبد الرحمن  مشتملين بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة   - رضي الله عنها - ، فقالا : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، أندخل ؟ فقالت عائشة   - رضي الله عنها - : ادخلوا ، فقالوا : كلنا . قالت : نعم ، ادخلوا كلكم ، ولا تعلم أن معهما ابن الزبير  ، فلما دخلوا دخل ابن الزبير  الحجاب ، فاعتنق عائشة  ، وطفق يناشدها ويبكي ، وطفق المسور  ، وعبد الرحمن  يناشدانها إلا ما كلمته ، وقبلت منه ، ويقولان : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عما قد علمت من الهجرة ، وإنه لا يحل لمسلم  أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، فلما أكثرا على عائشة  من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول : إني قد نذرت والنذر شديد فلم يزالا بها حتى كلمتابن الزبير  ، ثم أعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة ، ثم كانت تذكر نذرها ذلك بعد ما أعتقت أربعين رقبة ، ثم تبكي حتى تبل دموعها خمارها  . رواه  البخاري  في الصحيح ، عن أبي اليمان  ، قال الشيخ : فهذه عائشة   - رضي الله عنها - لا تنكر الحجر ، وابن الزبير  يراه ، وقد كان الحجر معروفا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير أن يروى عنه إنكاره . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					