12379  ( أخبرنا )  أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري  ببغداد  ، أنا  إسماعيل بن محمد الصفار  ، ثنا  أحمد بن منصور الرمادي  ، ثنا عبد الرزاق  ، أنا معمر  ، عن  الزهري  ، عن  مالك بن أوس بن الحدثان  قال : جاءني رسول عمر   - رضي الله عنه - فأتيته ، فقال : إنه قد حضر في المدينة  أهل أبيات من قومك ، وقد أمرنا لهم برضخ فخذه فاقسمه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، مر به غيري ، قال : اقبضه أيها المرء ، قال : فبينا أنا على ذلك ، دخل عليه مولاه يرفأ  ، فقال : هذا عثمان  وعبد الرحمن  والزبير  وسعد  ، ولا أدري أذكر طلحة  أم لا ؟ يستأذنون عليك ، قال : ائذن لهم ، ثم مكث ساعة فقال : هذا العباس  وعلي   - رضي الله عنهما - يستأذنان عليك ، قال : فأذن لهما فدخلا ، قال : فقال العباس   : يا أمير المؤمنين ، اقض بيني وبين هذا . قال : فقال القوم : اقض بينهما ، وأرح كل واحد منهما من صاحبه ، فإنهما قد طالت خصومتهما ، قال : وهما حينئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسول الله من أموال بني النضير  ، قال القوم : أجل اقض بينهما ، وأرح كل واحد منهما من صاحبه ، قال : فقال عمر   - رضي الله عنه - : أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السموات والأرض ، أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا نورث ، ما تركنا صدقة   . فقال القوم : نعم ، قد قال ذلك ، ثم أقبل عليهما ، فقالا مثل ذلك ، فقال عمر   - رضي الله عنه - : إني سأخبركم عن هذا المال ، إن الله عز وجل خص نبيه - صلى الله عليه وسلم - بشيء لم يعطه غيره قال : ( ما أفاء الله على رسوله منهم   ) الآية . ثم قال : والله ما حازها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دونكم ، ولا استأثرها عليكم ، لقد قسمها فيكم ، وبثها فيكم ، حتى بقي هذا المال ، وكان ينفق على أهله منه سنته ، وربما قال معمر   : يحبس قوت أهله منه سنة ، ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله عز وجل ، فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو بكر   : أنا ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعمل فيها بما كان يعمل ، ثم أقبل على علي  والعباس   - رضي الله عنهما - ثم قال : وأنتما تزعمان أنه فيها ظالم ، والله يعلم أنه فيها صادق بار تابع للحق ، ثم وليتها بعد أبي بكر   - رضي الله عنه - سنتين من إمارتي ، ففعلت فيها بما عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر  ، وأنتما تزعمان أني فيها ظالم ، والله يعلم أني فيها صادق بار تابع للحق ، ثم جئتماني ، جاءني هذا - يعني العباس   - رضي الله عنه - يسألني ميراثه من ابن أخيه ، وجاءني هذا - يريد عليا   - رضي الله عنه - يسألني ميراث امرأته من أبيها ، فقلت لكما : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا نورث : ما تركناه صدقة . ثم بدا لي أن أدفعها إليكم ، فأخذت عليكما عهد الله وميثاقه ، أن تعملا فيها بما عمل فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر  بعده وأياما وليتها فقلتما : ادفعها إلينا على ذلك ، فتريدان مني قضاء غير هذا ، والذي بإذنه تقوم السماء والأرض ، لا أقضي بينكما فيها بقضاء غير هذا ، إن كنتما عجزتما عنها فادفعاها إلي ، قال : فغلبه علي   - رضي الله عنه - عليها فكانت بيد علي   - رضي الله عنه - ثم بيد حسن  ، ثم بيد حسين  ، ثم بيد علي بن الحسين  ، ثم بيد حسن بن حسن  ، ثم بيد زيد بن حسن   . قال معمر   : ثم كانت بيد عبد الله بن حسن  ، حتى ولي - يعني بني العباس   - فقبضوها  . رواه مسلم  في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم  وغيره عن عبد الرزاق   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					