12486  ( أخبرنا ) أبو محمد جناح بن نذير القاضي  بالكوفة  ، أنا  أبو جعفر بن دحيم  ، ثنا  أحمد بن حازم بن أبي غرزة  ، أنا أبو بكر  وعثمان  ابنا أبي شيبة  قالا : ثنا أبو معاوية  ، عن  الأعمش  ، عن  عمرو بن مرة  ، عن أبي عبيدة  ، عن عبد الله  قال : لما كان يوم بدر  قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما تقولون في هؤلاء الأسارى  ؟ . فقال أبو بكر   : يا رسول الله ، قومك وأصلك استبقهم واستتبهم ، لعل الله أن يتوب عليهم . وقال عمر   : يا رسول الله ، كذبوك وأخرجوك ، قدمهم فاضرب أعناقهم . وقال  عبد الله بن رواحة   : يا رسول الله ، أنت في واد كثير الحطب ، فأضرم الوادي عليهم نارا ، ثم ألقهم فيه ، قال : فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد عليهم شيئا ، ثم قام فدخل ، فقال ناس : يأخذ بقول أبي بكر  ، وقال ناس : يأخذ بقول عمر  ، وقال ناس : يأخذ بقول  عبد الله بن رواحة  ، ثم خرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن ، وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة ، وإن مثلك يا أبا بكر  كمثل إبراهيم  قال : ( من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم   ) وإن مثلك يا أبا بكر  كمثل عيسى  قال : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم   ) وإن مثلك يا عمر  مثل موسى  قال : ( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم   ) وإن مثلك يا عمر  كمثل نوح  قال : ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا   ) أنتم عالة ، فلا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق . فقال  ابن مسعود  قلت : يا رسول الله ، إلا  سهيل ابن بيضاء  ، فإني سمعته يذكر الإسلام ، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء مني في ذلك اليوم ، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إلا  سهيل ابن بيضاء   . فأنزل الله عز وجل ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى   ) إلى آخر الثلاث الآيات  . 
				
						
						
