18053 قال  الشافعي   - رحمه الله : وكانت قريش  تنتاب الشام  انتيابا كثيرا ، وكان كثير من معاشها منه ، وتأتي العراق  فيقال : لما دخلت في الإسلام ذكرت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خوفها من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام  ، والعراق  إذا فارقت الكفر ، ودخلت في الإسلام مع خلاف ملك الشام  ، والعراق  لأهل الإسلام ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده   " . فلم يكن بأرض العراق   كسرى  يثبت له أمر بعده . وقال : " إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده " . فلم يكن بأرض الشام  قيصر بعده . وأجابهم على ما قالوا له ، وكان كما قال لهم - صلى الله عليه وسلم - وقطع الله الأكاسرة عن العراق  وفارس  ، وقيصر ومن قام بالأمر بعده عن الشام   . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في  كسرى   : " مزق ملكه " . فلم يبق للأكاسرة ملك ، وقال في قيصر   : " ثبت ملكه "  . فثبت له ملك ببلاد الروم  إلى اليوم ، وتنحى ملكه عن الشام   . وكل هذا مؤتفق يصدق بعضه بعضا . 
( أخبرنا ) أبو سعيد بن أبي عمرو  ، ثنا  أبو العباس الأصم  ، أنبأ الربيع  ، أنبأ  الشافعي   . . فذكر هذا الكلام وما قبله في هذا الباب . 
				
						
						
