2306  ( أخبرنا )  أبو محمد : عبد الله بن يوسف الأصبهاني  ، أنبأ  أبو سعيد بن الأعرابي  ، ثنا  سعدان بن نصر  ، ثنا  إسحاق الأزرق  ، ثنا عوف  ، عن يزيد الفارسي  ، عن  ابن عباس   - رضي الله عنهما - قال : قلت لعثمان   - رضي الله عنه - : ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين ، وإلى الأنفال وهي من المثاني ، فقرنتم بينهما ، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ووضعتموها في السبع الطوال ، ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان   - رضي الله عنه - : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مما ينزل عليه من السور التي يذكر فيها كذا وكذا ، فإذا أنزلت عليه الآيات يقول : ضعوا هذه الآيات في موضع كذا وكذا   " . وإذا أنزلت عليه السورة يقول : ضعوا هذه في موضع كذا وكذا  . وكانت الأنفال أول ما أنزل عليه بالمدينة  ، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا ، وكانت قصتها تشبه قصتها ، فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يبين أمرها ، فظننت أنها منها ، من أجل ذلك قرنت بينهما ، ولم أجعل بينهما سطرا فيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ووضعتها في السبع الطوال  . 
ففي هذا ما دل على أنها إنما كتبت في مصاحف الصحابة مع دلالة المشاهدة . وقد روينا عن  ابن عباس  ما دل على أنها إنما كتبت في فواتح السور لنزولها ، وعند نزولها كان يعلم انقضاء سورة وابتداء أخرى . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					