4224  ( أنبأ ) أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف بن يعقوب السوسي  ، أنبأ  أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي  ، أنبأ  علي بن عبد العزيز  ، ثنا أبو نعيم  ، ثنا  عمر بن ذر  ، ثنا مجاهد  أن  أبا هريرة   - رضي الله عنه - كان يقول : والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون فيه ، فمر بي أبو بكر  فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ، ما سألته إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل ، ثم مر بي عمر  فسألته عن آية من كتاب الله ، ما سألته إلا ليستتبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر بي أبو القاسم   - صلى الله عليه وسلم - فتبسم حين رآني ، وعرف ما في نفسي وما في وجهي ، ثم قال : " يا  أبا هريرة   " . قلت : لبيك يا رسول الله . قال : " الحق " . ومضى فاتبعته فدخل ، واستأذنت فأذن لي فدخلت ، فوجد لبنا في قدح ، فقال : " من أين هذا اللبن ؟ " . قالوا : أهداه لك فلان أو فلانة . قال : "  أبا هريرة   " . قلت : لبيك يا رسول الله . قال : " الحق أهل الصفة فادعهم لي " . قال : وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال ، إذا أتته صدقة يبعث بها إليهم  ، ولم يتناول منها شيئا ، وإذا أتته هدية أرسل إليهم ، فأصاب منها وأشركهم فيها ، فساءني ذلك قلت : وما هذا اللبن في أهل الصفة ؟ كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها وأنا الرسول ، فإذا جاء أمرني أن أعطيهم ، فما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ؟ ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد ، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا حتى استأذنوا ، فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت فقال : " يا أبا هر " . قلت : لبيك يا رسول الله . قال : " خذ فأعطهم " . فأخذت القدح ، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ، ثم يرد علي القدح فأعطيه الآخر فيشرب حتى يروى ، ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد روي القوم كلهم ، فأخذ القدح ووضعه على يده ونظر إلي وتبسم ، وقال : " يا أبا هر " . قلت : لبيك يا رسول الله . قال : " بقيت أنا وأنت " . قلت : صدقت يا رسول الله . قال : " اقعد فاشرب " . فقعدت وشربت ، فقال : " اشرب " . فشربت ، فقال : " اشرب " . فشربت ، فما زال يقول : " فاشرب فاشرب " . حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق نبيا ما أجد له مسلكا . قال : " فأذن " . فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة  . رواه  البخاري  في الصحيح عن أبي نعيم   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					