4700 باب من أوتر بتسع أو بسبع يجلس في الأخريين منهن ويسلم في آخرهن 
( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ  ، ثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي  ، ثنا أحمد بن سلمة  ، ثنا محمد بن بشار العبدي  ، ثنا  ابن أبي عدي  ، عن سعيد   . ( وأخبرنا ) أبو عبد الله  ، ثنا أحمد بن جعفر  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، ثنا أبي ، ثنا يحيى  ، ثنا  سعيد بن أبي عروبة  ، عن قتادة  ، عن  زرارة بن أوفى  ، عن سعد بن هشام   : أنه طلق امرأته ثم ارتحل إلى المدينة  ليبيع عقارا له بها ، ويجعله في السلاح والكراع ، ثم يجاهد الروم حتى يموت ، فلقي رهطا من قومه فحدثوه : أن رهطا من قومه ستة أرادوا ذلك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " أليس فيكم أسوة حسنة " . فنهاهم ، عن ذلك ،  [ ص: 30 ] وأشهدهم على رجعتها ، ثم رجع إلينا ، فأخبرنا أنه أتى  ابن عباس  فسأله عن الوتر ، فقال : ألا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم . قال : ائت عائشة  فسلها ، ثم ارجع إلي فأخبرني بردها عليك . قال : فأتيت حكيم بن أفلح  فاستلحقته إليها ، فقال : ما أنا بقاربها ، إني نهيتها أن تقول في هاتين البيعتين شيئا ، فأبت فيهما إلا مضيا . فأقسمت فجاء معي فدخلنا عليها فقالت : حكيم  ؟ وعرفته قال : نعم أو بلى . قالت : من هذا معك ؟ قال : سعد بن هشام   . قالت : ابن عامر   . فترحمت عليه ، وقالت : نعم المرء كان عامر   . فقلت : يا أم المؤمنين ، أنبئيني ، عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم   - . قالت : ألست تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى . قالت : فإن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في القرآن . فهممت أن أقوم فبدا لي قيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : ألست تقرأ هذه السورة ( يا أيها المزمل   ) قلت : بلى . قالت : فإن الله - عز وجل - افترض قيام الليل في أول هذه السورة ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم ، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرا ، ثم أنزل الله - عز وجل - التخفيف في آخر هذه السورة ، فصار قيام الليل تطوعا من بعد فريضة ، فهممت أن أقوم ، ثم بدا لي وتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قلت : يا أم المؤمنين ، أنبئيني ، عن وتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -   . قالت : كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله بما شاء أن يبعثه من الليل ، فيتسوك ، ثم يتوضأ ، ثم يصلي ثمان ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة ، فيجلس ويذكر ربه - عز وجل - ويدعو ويستغفر ، ثم ينهض ولا يسلم ثم يسلم ، ثم يصلي التاسعة فيقعد فيحمد ربه ، ويذكره ويدعو ثم يسلم تسليما ، يسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم ، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني ، فلما أسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذ اللحم أوتر بسبع ، ثم صلى ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم ، فتلك تسع يا بني ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة أحب أن يدوم عليها ، وكان إذا شغله ، عن قيام الليل نوم أو وجع أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ، ولا أعلم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ القرآن كله في ليلة ، ولا قام ليلة حتى أصبح  ، وما صام شهرا كاملا غير رمضان   . فأتيت  ابن عباس  فحدثته بحديثها فقال : صدقت ، أما لو كنت أدخل عليها لأتيتها حتى تشافهني مشافهة . رواه مسلم  في الصحيح ، عن  محمد بن المثنى  ، عن  ابن أبي عدي  ، عن سعيد   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					