20538  أخبرنا  عبد الرزاق  قال : أخبرنا  معمر  ، عن  قتادة  ، عن  عبد الله بن رباح  ، عن  أبي قتادة  ، قال :  كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إذ مال - أو قال : ماد - عن الراحلة ، قال : فدعمته بيدي حتى استيقظ ، ثم مال فدعمته بيدي حتى استيقظ ، فقال : "  اللهم احفظ  أبا قتادة  كما حفظني هذه الليلة ،   ما أرانا إلا قد شققنا عليك ، تنح عن الطريق " قال : فتنحى عن الطريق ، فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنخنا معه ، فتوسد كل منا ذراع راحلته ، فما استيقظنا حتى أشرقت الشمس وما استيقظنا إلا بصوت الصرد فقلنا : يا رسول الله ، هلكنا ، فقال : " لم تهلكوا ، إن الصلاة لا تفوت النائم ، إنما تفوت اليقظان " ثم قال : " هل من ماء فأتيته بميضأة - وهي الإداوة - قال   أبو قتادة     : فقضى حاجته ، ثم جاءني فتوضأ ، ثم دفعها إلي ،      [ ص: 279 ] ثم قال لي : " احفظها لعله أن يكون لبقيتها نبأ " قال : فأمر بلالا ، فنادى وصلى ركعتين ، ثم تحول من مكانه ذلك ، فأمره فأقام فصلى بنا الصبح ، قال : ثم سار الجيش ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن يطيعوا  أبا بكر ،  وعمر  يرفقوا بأنفسهم ، وإن يعصوهما يشقوا على أنفسهم " ، قال : وكان  أبو بكر ،  وعمر  أشارا عليهم ألا ينزلوا حتى يبلغوا الماء ، وقال بقية الناس : بل ننزل حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلوا فجئناهم في  نحر  الظهيرة وقد هلكوا من العطش ، قال : فدعاني بالميضأة ، فأتيته بها فاستأبطها ، ثم جعل يصب لهم ، ثم قال : " اشربوا وتوضئوا " ففعلوا وملئوا كل إناء كان معهم ، حتى جعل يقول : " هل من عال " ثم ردها إلي ، فيخيل إلي أنها كما أخذها مني ، وكانوا اثنين وسبعين رجلا     .  
				
						
						
