باب من يخرج من النار  
 20856  أخبرنا  عبد الرزاق  قال : أخبرنا  معمر  عن   الزهري  عن  عطاء بن يزيد الليثي  عن   أبي هريرة  قال :  قال الناس : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : "  هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب   ؟ " قالوا : لا يا رسول الله ، قال : " فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك يجمع الله الناس فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه " ، قال : " فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع      [ ص: 408 ] من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك هذا مكاننا ، حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ، قال : ويضرب الجسر على  جهنم  فأكون أول من يجيز ، ودعوة الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم ، وبه كلاليب مثل شوك السعدان ، هل رأيتم شوك السعدان ؟ " ، قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : " فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، قال : فتخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم الموبق بعمله ، ومنهم  المخردل  ثم ينجو ، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده ، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يرحم ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله ، أمر الملائكة أن يخرجوهم ، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود " ، قال : " وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود ، قال : فيخرجونهم قد  امتحشوا ،  فيصب عليهم من ماء يقال له : الحياة ، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل ، قال : ويبقى رجل مقبل بوجهه إلى النار فيقول : يا رب ، قد قشبني ريحها ، وأحرقني ذكاؤها ، فاصرف وجهي عن النار ، قال : فلا يزال يدعو الله فيقول : لعلي إن أعطيتك أن تسألني غيره ، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره " ، قال : " فيصرف وجهه عن النار " ، قال : " ثم يقول بعد ذلك : يا رب قربني إلى باب      [ ص: 409 ] الجنة ، فيقول : أوليس قد زعمت ألا تسألني غيره ؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ، فلا يزال يدعو ، فيقول : لعلي إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره ، فيقول : لا وعزتك ، لا أسألك غيره ، ويعطي الله من عهود ومواثيق ألا يسأله غيره " ، قال : " فيقربه إلى باب الجنة " ، قال : " فإذا دنا منها انفهقت له الجنة ، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول : رب أدخلني الجنة ، قال : فيقول : أوليس قد زعمت ألا تسألني غيره ؟ أوليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك ألا تسألني غيره ؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ، فيقول : يا رب ، لا تجعلني أشقى خلقك ، فلا يزال يدعو حتى يؤذن له بالدخول فيها ، فإذا دخل قيل له : تمن من كذا " قال : " فيتمنى ، ثم يقال له : تمن من كذا ، تمن من كذا " ، قال : " فيتمنى حتى تنقطع به الأماني ، فيقال له : هذا لك ومثله معه " قال   أبو هريرة     : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، قال :   وأبو سعيد الخدري  جالس مع   أبي هريرة  لا يغير عليه شيئا من حديثه حتى انتهى إلى قوله : هذا لك ومثله معه ، فقال  أبو سعيد     : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " هذا لك وعشرة أمثاله " ، فقال   أبو هريرة     : حفظت : ومثله معه     .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					