[ ص: 747 ]    3566 - ذكر المؤمن قوي الإيمان يقتله  الدجال  ثم يحييه  
3567 - ذكر رجل أقرب درجة من النبي في الجنة  
 8665     - أخبرنا   أبو محمد عبد الله بن إسحاق البغوي  العدل  ببغداد   ، ثنا   جعفر بن محمد بن شاكر  ، ثنا  محمد بن سابق  ، ثنا   أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن  ، عن  فراس  ، عن   عطية العوفي  ، عن   أبي سعيد الخدري  رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : "  ألا  كل نبي قد أنذر أمته  الدجال   ، وأنه يومه هذا قد أكل الطعام ، وأني عاهد عهدا لم يعهده نبي لأمته قبلي ، ألا إن  عينه اليمنى ممسوحة الحدقة جاحظة   ، فلا تخفى كأنها نخاعة في جنب حائط ، ألا وإن عينه اليسرى كأنها كوكب دري ، معه مثل الجنة ومثل النار ، فالنار روضة خضراء ، والجنة غبراء ذات دخان ، ألا وإن بين يديه رجلين ينذران أهل القرى كلما دخلا قرية أنذرا أهلها ، فإذا خرجا منها دخلها أول أصحاب  الدجال  ، ويدخل القرى كلها غير  مكة   والمدينة   حرما عليه ، والمؤمنون متفرقون في الأرض فيجمعهم الله له ، فيقول رجل من المؤمنين لأصحابه : لأنطلقن إلى هذا الرجل فلأنظرن أهو الذي أنذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم لا ، ثم ولى ، فقال له أصحابه : والله لا ندعك تأتيه ولو أنا نعلم أنه يقتلك إذا أتيته خلينا سبيلك ، ولكنا نخاف أن يفتنك فأبى عليهم الرجل المؤمن إلا أن يأتيه ، فانطلق يمشي حتى أتى مسلحة من مسالحه فأخذوه فسألوه ما شأنك وما تريد ؟ قال لهم : أريد  الدجال  الكذاب ، قالوا : إنك تقول ذلك ؟ قال : نعم فأرسلوا إلى  الدجال  أنا قد أخذنا من يقول كذا وكذا فنقتله أو نرسله إليك ؟ قال : أرسلوه إلي ، فانطلق به حتى أتي به  الدجال  فلما رآه عرفه لنعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له  الدجال     : ما شأنك ؟ فقال العبد المؤمن : أنت  الدجال  الكذاب الذي أنذرناك رسول الله      [ ص: 748 ] صلى الله عليه وآله وسلم ، قال له  الدجال     : أنت تقول هذا ؟ قال : نعم ، قال له  الدجال     : لتطيعني فيما أمرتك وإلا شققتك شقتين ، فنادى العبد المؤمن فقال : أيها الناس ، هذا  المسيح الكذاب  فمن عصاه فهو في الجنة ، ومن أطاعه فهو في النار ، فقال له  الدجال     : والذي أحلف به لتطيعني أو لأشقنك شقتين ، فنادى العبد المؤمن فقال : أيها الناس هذا  المسيح الكذاب  فمن عصاه فهو في الجنة ، ومن أطاعه فهو في النار ، قال : فمد برجله فوضع حديدته على عجب ذنبه فشقه شقتين ، فلما فعل به ذلك ، قال  الدجال  لأوليائه : أرأيتم إن أحييت هذا لكم ألستم تعلمون أني ربكم ؟ قالوا : بلى " - قال  عطية     : فحدثني   أبو سعيد الخدري  أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : - " فضرب إحدى شقيه أو الصعيد عنده ، فاستوى قائما ، فلما رآه أولياؤه صدقوه وأيقنوا أنه ربهم وأجابوه واتبعوه ، قال  الدجال  للعبد المؤمن : ألا تؤمن بي ؟ قال له المؤمن : لأنا الآن أشد فيك بصيرة من قبل ، ثم نادى في الناس ألا إن هذا المسيح الكذاب فمن أطاعه فهو في النار ، ومن عصاه فهو في الجنة ، فقال  الدجال     : والذي أحلف به لتطيعني أو لأذبحنك أو لألقينك في النار ، فقال له المؤمن : والله لا أطيعك أبدا ، فأمر به فاضطجع " - قال : فقال لي  أبو سعيد     : إن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : - " ثم جعل صفيحتين من نحاس بين تراقيه ورقبته " - قال : وقال  أبو سعيد     : ما كنت أدري ما النحاس قبل يومئذ - " فذهب ليذبحه ، فلم يستطع ولم يسلط عليه بعد قتله إياه " - قال : فإن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : - " فأخذ بيديه ورجليه فألقاه في الجنة وهي غبراء ذات دخان يحسبها النار فذلك الرجل أقرب أمتي مني درجة " - قال : فقال  أبو سعيد     : ما كان أصحاب  محمد   صلى الله عليه وآله وسلم يحسبون ذلك الرجل إلا   عمر بن الخطاب  رضي الله عنه حتى سلك  عمر  سبيله ، قال : ثم قلت له : فكيف يهلك ؟ قال : الله أعلم ، قال : فقلت : أخبرت أن  عيسى ابن مريم   عليه الصلاة والسلام هو يهلكه ، فقال : الله أعلم ، غير أنه يهلكه الله ومن تبعه ، قال : قلت : فمن يكون بعده ، قال : حدثني نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم - " أنهم يغرسون بعده الغروس ويتخذون من بعده الأموال " ، قال : قلت : سبحان الله أبعد  الدجال  يغرسون الغروس ويتخذون من بعده الأموال ، قال : نعم ، حدثني بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم     .  
هذا أعجب حديث في ذكر  الدجال  تفرد به   عطية بن سعد  ، عن   أبي سعيد الخدري  ولم يحتج الشيخان  بعطية     .  
				
						
						
