[ ص: 156 ]  ابن شهاب  ، عن  علي بن حسين بن علي  ثلاثة أحاديث : أحدها مسند ، والآخران مرسلان يستندان من وجوه رواية  مالك  
وهو   علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا الحسن ، أمه غزالة  أم ولد ، وهو علي الأصغر ابن حسين بن علي بن أبي طالب  وكان  لحسين بن علي  ابنان يسميان بعلي ،  فعلي بن حسين الأكبرر  ، قتل  بكربلاء   مع أبيه وليس له عقب ، ويقال أمهه  ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي  ، وأما  علي بن حسين  هذا ، فكان أفضلل  بني هاشم   كذلك قال   ابن شهاب     : ما رأيت هاشميا أفضل منه ،  وقال   يحيى بن سعيد     : سمعت  علي بن حسين     - وكان أفضل هاشمي أدركته - وقيل بل كان أفضل أهل زمانه     . وقال أهل النسب : إنه ليس  لحسين بن علي  عقب إلا من  علي بن حسين هذا الأصغر  ، وأما أخوه  علي بن حسين الأكبر  المقتول مع أبيه  بكربلاء   ، فلا عقب له ، وشهد  علي بن حسين هذا الأصغر  مع أبيه  كربلاء   ، واختلف في سنه في ذلك الوقت فقال قوم : كان ذلك الوقت لم ينبت . وقال آخرون كان ابن ثلاث وعشرين سنة . وقال آخرون : كان ابن أربع وعشرين سنة . وقال   أبو جعفر الطبري     : ليس قول من قال إنه كان لم ينبت بشيء ، قال : وكيف يكون      [ ص: 157 ] ذلك وقد ولد له  محمد بن علي بن حسين أبو جعفر  ، وسمع  محمد بن جابر  ، وروى عنه علما كثيرا ، ومات  جابر  سنة ثمان وسبعين ، قال : وإنما لم يقاتل  علي بن حسين  هذا يومئذ مع أبيه ، لأنه كان مريضا على فراش لا أنه كان صغيرا .  
قال  أبو عمر     :  
روى أهل العلم بالأخبار والسير ، أنه كان يومئذ مريضا مضطجعا على فراش ، فلما قتل  الحسين  ، قال  شمر بن ذي الجوشن     : اقتلوا هذا ، فقال له رجل من أصحابه : سبحان الله ، أنقتل حدثا مريضا لم يقاتل ؟ وجاء   عمر بن سعد  ، فقال : لا تعرضوا لهؤلاء النسوة ، ولا لهذا المريض ، قال  علي بن حسين     : فلما أدخلت على  ابن زياد  ، قال : ما اسمك ؟ قلت :  علي بن حسين  ، قال : أولم يقتل الله  عليا  ؟ قال : قلت : كان لي أخ يقال له  علي  أكبر مني قتله الناس ، قال : بل الله قتله ، قلت :  الله يتوفى الأنفس حين موتها   فأمر بقتله ، فصاحت  زينب ابنة علي     : يا  ابن زياد  حسبك من دمائنا ، أسألك بالله إن قتلته ، إلا قتلتني معه .  
ويقال إن  قريشا   رغبت في أمهات الأولاد واتخاذهن حين ولد  علي بن الحسين  ،   والقاسم بن محمد  ،   وسالم بن عبد الله  ، وكلهم لأم ولد ، واختلف في وقت وفاة  علي بن حسين  هذا ، فالأكثر يقولون إنه توفي سنة أربع وتسعين .  
 [ ص: 158 ] قال   ابن نمير     : مات  علي بن الحسين  ،   وسعيد بن المسيب  ،   وعروة بن الزبير  ،   وأبو بكر بن عبد الرحمن  سنة أربع وتسعين .  
قال   الواقدي     : وكان يقال : سنة الفقهاء ، وقيل : سنة ثلاث وتسعين ، وقال   أبو نعيم الفضل بن دكين     : توفي  علي بن حسين  سنة اثنتين وتسعين ، وقال   علي بن محمد المدائني     : توفي  علي بن حسين  سنة مائة ، قال :  المدائني  ويقال سنة تسع وتسعين .  
قال  أبو عمر     :  
لا أعلم خلافا أنه توفي وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، ذكر ذلك   ابن عيينة  ، عن   جعفر بن محمد  ، قال : مات  علي بن حسين  ، وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وهو القائل : ما يسرني أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم . قال  أبو عمر     :  
وكان ذا عقل وفهم ( وعلم ) ودين ، وله أخبار صالحة حسان تركتها خشية الإطالة ، منها : ما روى  جرير  ، عن  شيبة بن نعامة  ، قال : كان  علي بن حسين  يبخل فلما مات وجدوه يعول مائة بيت  بالمدينة   في السر ، ومنها : ما حدثناه   عبد الوارث بن سفيان  ، قال : حدثنا   قاسم بن أصبغ  ، قال : حدثنا  أحمد بن زهير  ، قال : حدثنا   إبراهيم بن المنذر  ، قال : حدثنا  حسين بن زيد  ، قال : حدثنا  عمر بن علي  ، أن  علي بن حسين   [ ص: 159 ] كان يلبس كساء خز بخمسين دينارا يلبسه في الشتاء ، فإذا كان الصيف تصدق به أو باعه فتصدق بثمنه ، قال : وكان يلبس في الصيف ثوبين من متاع  مصر   ممشقين ، ويلبس ما دون ذلك من الثياب ، ويقول  قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده   إلى آخر الآية .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					