( 744 ) ثم علو قدم الوفاة  أما العلو لا مع التفات     .  
     [ ص: 352 ]    ( 745 ) لآخر فقيل للخمسينا  
أو الثلاثين مضت سنينا  
[ علو الصفة قليل الجدوى ] :
( ثم ) حيث انقضت الأقسام الثلاثة التي هي علو المسافة ، فلنشرع في علو الصفة ، وعبر عنه شيخنا وغيره بالعلو المعنوي ، وهو كما قال بعض محققي المغاربة : باب متسع ، ومداره على وجود المرجحات وكثرتها وقلتها ، وبحسب ذلك يقع الاختلاف بين أئمة الشأن في أن يصحح بعضهم ما لا يصحح الآخر ; إذ قطب دائرته الظن ، وأهمه ما يرجع إلى صفة الراوي ، كأن يكون أفقه ، أو أحفظ ، أو أتقن ، أو أضبط ، أو أكثر مجالسة للمروي عنه ، أو أقدم سماعا من غيره أو وفاة ، قال : وعلو الصفة عند أئمة الحديث بالأندلس أرجح من علو المسافة خلافا للمشارقة ، يعني المتأخرين .
ولأجل هذا قال العماد بن كثير : إنه نوع قليل الجدوى بالنسبة لباقي الفنون . ونحوه قول شيخنا : وقد عظمت رغبة المتأخرين فيه ، حتى غلب ذلك على كثير منهم ، بحيث أهملوا الاشتغال بما هو أهم منه .
وسبقه ابن دقيق العيد فقال : وقد عظمت رغبة المتأخرين في طلب العلو ، حتى كان ذلك سببا لخلل كثير في الصنعة ، ولو لم يكن فيه إلا الإعراض عمن طلب العلم بنفسه بتمييزه إلى من أجلس صغيرا لا تمييز له ، ولا ضبط ، ولا فهم ; طلبا للعلو وتقدم السماع .
وكذا قال ابن الصلاح عند ذكر الموافقات وما معها : وقد كثر اعتناء المحدثين المتأخرين بهذا النوع ، يعني مفرقا ومجموعا على حدة ، كما فعل ابن عساكر ، قال : وممن وجدته في كلامه الخطيب وبعض شيوخه وابن ماكولا والحميدي وغيرهم من طبقتهم ، وممن جاء بعدهم .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					