(  870  ) حدثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ( ح ) . 
وحدثنا  محمد بن عبدوس بن كامل السراج  ، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي  ، قالا : ثنا  علي بن الجعد  ، قالا : ثنا  محمد بن يزيد الواسطي  ، ثنا زياد الخصاص  ، عن الحسن  ، حدثني قيس بن عاصم المنقري  ، قال : قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رآني سمعته يقول : " هذا سيد أهل  [ ص: 340 ] العرب " قال : فلما نزلنا أتيته فجعلت أحدثه ، قال : قلت : يا رسول الله ، المال الذي لا يكون علي فيه تبعة من ضيف ضافني وعيال كثروا ، قال : " نعم المال الأربعون ، والأكثر الستون ، وويل لأصحاب المائتين إلا من أعطى في رسلها ونجدتها ، وأفقر ظهرا ونحر سمينها فأطعم القانع والمعتر   " . قال : قلت : يا نبي الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها ، يا رسول الله لا يحل بالوادي الذي أكون فيه لكثرة إبلي ، قال : " فكيف تصنع ؟ " قلت : تغدو الإبل ويغدو الناس ، فمن شاء أخذ برأس بعير فذهب به ، فقال : " ما تصنع بإفقار الظهر ؟ " قلت : إني لا أفقر الصغير ولا الناب المدبرة . قال : " فمالك أحب إليك أم مال مواليك ؟ " قال : قلت : مالي أحب إلي من مال موالي ، قال : " فإن لك من مالك ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو أعطيت فأمضيت ، وإلا فلموا إليك " . فقلت : والله لئن بقيت لأفنين عددها ، قال الحسن   : ففعل والله ، فلما حضرت قيسا  الوفاة قال : يا بني خذوا عني ، لا أجد أنصح لكم مني : إذا أنا مت فسودوا كباركم ، ولا تسودوا صغاركم فيستسفهكم الناس فيهونوا عليكم ، وعليكم باستصلاح المال ، فإنه منبهة الكريم ويستغنى به عن اللئيم ، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء ، إن أحدا لم يسأل إلا ترك كسبه ، وإذا مت فلا تنوحوا علي فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ينهى عن النياحة " ، وكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم ، وإذا دفنتموني فلا تدفنوني في موضع يطلع علي أحد ، فإنه قد كان بيني وبين بكر بن وائل  خماشات في الجاهلية ، فأخاف أن ينبشوني ، فيصنعون في ذلك ما يذهب فيه دينكم ودنياكم " . قال الحسن  رحمه الله : نصح لهم في الحياة ، ونصح لهم في الممات  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					