6797  - حدثنا  جعفر بن محمد الفريابي  ، ثنا  حبان بن موسى  ، ( ح )  [ ص: 189 ] وحدثنا  أبو سعد يحيى بن منصور الهروي  ، ثنا  سويد بن نصر  ، قالا : ثنا  عبد الله بن المبارك  ، عن سفيان  ، عن  الأسود بن قيس  ، عن ثعلبة بن عباد العبدي  ، قال : سمعت  سمرة بن جندب  في خطبته يقول : بينا أنا وغلام من الأنصار  نرمي غرضا إذ طلعت الشمس ، فكانت في عين الناظر على قدر رمحين وثلاثة ، ثم أشرقت حتى أضاءت كأنها تنومة ، فقال أحدنا لصاحبه : اذهب بنا ، ليحدثن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس في شأن أمته حديثا ، فانتهينا إلى المسجد ، فإذا المسجد ملآن يتأزز ، ووافق ذلك خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستقدم وصلى بالناس ونحن بعده ، فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة ، لا نسمع له صوتا ، ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة ، لا نسمع له صوتا ، ثم سجد بنا كأطول السجود ما نسمع له صوتا ، ثم فعل في الثانية مثل ذلك ، ووافق تجلي الشمس قعود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم انصرف ، فحمد الله وأثنى عليه ، وشهد أن لا إله إلا الله ، وشهد أنه عبده ورسوله ، ثم قال : " أيها الناس إنما أنا بشر رسول ، أذكركم بالله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي لما أخبرتموني ، فبلغت رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ ، وإن كنت بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني ؟ " فقالوا : نشهد أنك بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك ، وقضيت الذي عليك ، ثم قال : " أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وهذا القمر ، أو زوال النجوم عن مطالعها لموت رجال من عظماء الأرض ، وإنهم قد كذبوا ، ولكن هو آيات من آيات الله يعتبر بها عباده ، لينظر من يحدث له منهم توبة ، فقد أريت في مقامي وأنا أصلي ما أنتم لاقون في دنياكم وآخرتكم ، ولا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا  ، آخرهم الأعور الدجال ، ممسوح العين اليسرى  كأنها عين أبي تحيى   - شيخ من الأنصار  بينه وبين حجرة عائشة   - وإنه متى خرج يزعم أنه الله ، فمن آمن به وصدقه لم ينفعه صالح من عمله سلف ، ومن كفر به وكذب به لم يعاقب بشيء من عمل سلف ، وإنه سيظهر على  [ ص: 190 ] الأرض كلها إلا الحرم  ، وبيت المقدس   ، وإنه سيحصر المؤمنون في بيت المقدس  حصرا شديدا ويؤزلون أزلا شديدا " قال  الأسود بن قيس   : وحسبت أنه قال : " يصبح فيهم عيسى ابن مريم  صلى الله عليه وسلم ، فيهزمه الله وجنوده ، حتى إن جذم الحائط وغصن الشجر لينادي المؤمن ، يقول : هذا كافر استتر بي ، تعال فاقتله ، ولم يكن ذلك كذلك حتى ترون أشياء من شأنكم يتفاقم في أنفسكم حتى تساءلون بينكم : هل ذكر نبيكم من هذا ذكرا ؟ وحتى تزول الجبال عن مراتبها ، ثم يكون على ذلك القبض القبض " قال  ابن المبارك   : أي : الموت  . 
				
						
						
