3274 وبه حدثنا عبد الله بن يوسف  قال : حدثني  ابن لهيعة  قال : حدثنا  يزيد بن أبي حبيب  ، عن  عمارة بن غزية  ، عن  ابن شهاب  ، عن ابن كعب بن مالك  ، عن أبيه ، وكان أحد النفر الثلاثة الذين تاب الله عليهم قال : كان  معاذ بن جبل  إدان مرتين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحاط ذلك بماله  ، وكان معاذ  من صلحاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال معاذ    : يا رسول الله ، ما جعلت في نفسي حين    [ ص: 157 ] أسلمت أن أبخل على الإسلام بمال ملكته ، وإني أنفقت مالي في أمر الإسلام ، فأبقى ذلك علي دينا عظيما ، فادع غرمائي ، فاسترفقهم ، فإن أرفقوا بي فسبيل ذلك ، وإن أبوا فاخلعني لهم من مالي قال : " فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم غرماءه ، فعرض عليهم أن يرفقوا به " فقالوا : نحن نحب أموالنا ، " فدفع إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مال معاذ  كله ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا  على بعض اليمن  ليجبره " ، فأصاب معاذ  من اليمن من مرافق الإمارة مالا ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ باليمن  ، فارتد بعض أهل اليمن  ، فقاتلهم معاذ  وأمراء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم على اليمن حتى دخلوا في الإسلام ، ثم قدم في خلافة  أبي بكر الصديق  بمال عظيم ، وأتاه  عمر بن الخطاب  ، فقال : إنك قدمت بمال عظيم ، وإني أرى أن تأتي أبا بكر  ، فتستحل منه ، فإن أحله لك طاب لك ، وإلا دفعته إليه ، فقال معاذ    : " لقد علمت يا عمر  ، ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليجبرني حين دفع مالي إلى غرمائي ، وما كنت لأدفع إلى أبي بكر  شيئا مما جئت به إلا أن يسألنيه ، فإن سألنيه دفعته إليه ، وإن لم يأخذ أمسكته " ، فقال له عمر    : إني لم آلك ونفسي إلا خيرا ، ثم قام عمر  ، فانصرف ، فلما ولى دعاه ، فعاد ، فقال : إني مطيعك ، ولولا رؤيا رأيتها لم أطعك ، إني رأيتني في نومي غرقت في حومة ماء ، فأراك أخذت بيدي ، فأنجيتني منها ، فانطلق بنا إلى أبي بكر  ، فانطلقا حتى دخلا عليه ، فذكر له    [ ص: 158 ] معاذ  كنحو مما كلم به عمر  فيما كان من غرمائه ، وما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبره ، ثم أعلمه بما جاء به من المال ، حتى قال : وسوطي هذا مما جئت به ، فما رأيت فخذ ، وما رأيت فأطبه ، فقال له أبو بكر    : هو لك كله يا معاذ  ، فالتفت عمر  إلى معاذ  ، فقال : يا معاذ  ، هذا حين طاب لك ، فكان معاذ  من أكثر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مالا ، وكان معاذ  أول رجل أصاب مالا من مرافق الإمارة   . 
قال  ابن شهاب    : فمضت السنة في معاذ  بأن خلعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماله ، ولم يأمر ببيعه ، وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة 
لم يرو هذا الحديث عن  الزهري  بهذا التمام إلا  يزيد بن أبي حبيب  ،  وعمارة بن غزية  ، تفرد به  ابن لهيعة    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					