9950 وعن  أبي أيوب الأنصاري  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بالمدينة   :  " إني أخبرت عن عير أبي سفيان  أنها مقبلة ، فهل لكم أن نخرج قبل هذا العير ، لعل الله يغنمناها  ؟ " . قلنا : نعم . فخرج وخرجنا معه فلما سرنا يوما أو يومين ، قال لنا : " ما ترون في القوم ، فإنهم أخبروا بمخرجكم ؟ " . فقلنا : لا والله ما لنا طاقة بقتال العدو ، ولكن أردنا العير ، ثم قال : " ما ترون في القوم ؟ " . فقلنا مثل ذلك ، فقال  المقداد بن عمرو   : إذا لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى  لموسى   : فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون  قال : فتمنينا معشر الأنصار  أنا قلنا كما قال المقداد  أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم ، فأنزل الله عز وجل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - : كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون  يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون  ثم أنزل الله عز وجل : أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان  وقال : وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم  ، والشوكة : القوم . وغير ذات الشوكة : العير . فلما وعد الله إحدى الطائفتين : إما القوم ، وإما العير طابت أنفسنا ، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث ينظر ما قبل القوم ، فقال : رأيت سوادا ولا أدري . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هم هم ، هلموا أن نتعاد " . فإذا نحن ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، فأخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  [ ص: 74 ] بعدتنا فسره ذلك ، وقال : " عدة أصحاب طالوت   " . ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا ، فبدرت منا بادرة أمام الصف فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم ، فقال : " معي معي " . 
ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " اللهم إني أنشدك وعدك " . فقال  ابن رواحة   : يا رسول الله ، إني أريد أن أشير عليك ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم من أن نشير عليه ، والله أعظم من أن ننشده وعده ، فقال : " يا  ابن رواحة  ، لأنشدن الله وعده ; فإن الله لا يخلف الميعاد " . فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجوه القوم ; فانهزموا ، فأنزل الله عز وجل : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى  فقتلنا وأسرنا . 
فقال  عمر بن الخطاب   : يا رسول الله ، ما أرى أن تكون لك أسرى ، فإنما نحن داعون مؤلفون . فقلنا معشر الأنصار   : إنما يحمل عمر  على ما قال حسد لنا . فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ ، فقال : " ادعوا لي عمر   " . فدعي له ، فقال : " إن الله عز وجل قد أنزل علي : ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم   "  . رواه  الطبراني  ، وإسناده حسن . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					