[ ص: 268 ]    14 - باب الإسفار بالصبح واختلاف الناس فيه  
معنى الإسفار - اختلاف أهل العلم في الإسفار - رأي   الطحاوي     - بيان نسخ الأفضلية بالإسفار - رأي   الشافعي     .  
أخبرنا  أبو مسلم محمد بن محمد بن الجنيد ،  أخبرنا  عبد الغفار بن محمد  في كتابه ، أخبرنا  محمد بن موسى بن شاذان ،  أخبرنا  محمد بن   [ ص: 269 ] يعقوب ،  أخبرنا  الربيع ،  أخبرنا   الشافعي ،  حدثنا  سفيان ،  عن   ابن عجلان ،  عن  عاصم بن عمر ،  عن   قتادة بن النعمان ،  عن   محمود بن لبيد ،  عن   رافع بن خديج ،  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  أصبحوا بالصبح ؛ فإنه أعظم لأجركم ، أو أعظم للأجر     .  
هذا حديث حسن على شرط  أبي داود ،  أخرجه في كتابه عن  إسحاق بن إسماعيل ،  عن  سفيان     .  
وقد اختلف أهل العلم في  الإسفار بصلاة الصبح والتغليس بها      .  
( فرأى بعضهم ) الإسفار بالفجر أفضل ، وذهب إلى هذا الحديث ، ورآه محكما ، وممن ذهب إلى هذا :   سفيان الثوري ،  وأبو حنيفة  وأصحابه ،  وأهل  الكوفة       .  
وزعم   الطحاوي  أن حديث الإسفار ناسخ لحديث التغليس ، وذكر الأحاديث التي رويت في تغليس النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعده الصحابة بالفجر ، ثم زعم أن ليس فيها دليل على الأفضل ، وإنما ذلك في حديث  رافع ،  فاستدل على النسخ بفعلهم بأنهم كانوا يدخلون مغلسين ، ويخرجون مسفرين .  
 [ ص: 270 ] والأمر على خلاف ما ذهب إليه   أبو جعفر الطحاوي  ؛ لأن حديث تغليس النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابت ، وأنه داوم عليه حتى فارق الدنيا ، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يداوم إلا على ما هو الأفضل ، وكذلك أصحابه من بعده تأسيا به - صلى الله عليه وسلم - .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					