الفصل الثالث : الفرق بين الوضع والاستعمال والحمل ، فإنها تلتبس على كثير من الناس .
فالوضع : يقال بالاشتراك على جعل اللفظ دليلا على المعنى كتسمية الولد زيدا ، وهذا هو الوضع اللغوي ، وعلى غلبة استعمال اللفظ في المعنى حتى يصير أشهر فيه من غيره ، وهذا هو وضع المنقولات الثلاثة الشرعي نحو الصلاة ، والعرفي العام نحو الدأبة ، والعرفي الخاص نحو الجوهر ، والعرض عند المتكلمين .
والاستعمال : إطلاق اللفظ وإرادة عين مسماه بالحكم ، وهو الحقيقة ، أو غير مسماه لعلاقة بينهما ، وهو المجاز .
والحمل : اعتقاد السامع مراد المتكلم من لفظه ، أو ما اشتمل على مراده ، فالمراد : كاعتقاد المالكي أن الله سبحانه وتعالى أراد بالقرء الطهر ، والحنفي أن الله تبارك وتعالى أراد الحيض ، والمشتمل : نحو حمل الشافعي - رحمه الله - اللفظ المشترك على جملة معانيه عند تجرده عن القرائن لاشتماله على مراد المتكلم احتياطا .


