فصل :  حكم شعر اللحية وسائر الجسد   
فأما شعر اللحية ، وسائر الجسد ، فحكمه حكم شعر الرأس في المنع منه ، ووجوب الفدية فيه ، إذا لم يتعلق الإحلال به وقال  داود بن علي   ،  وأهل الظاهر      : لا فدية فيه وهو إحدى الروايتين عن  مالك   ، تعلقا بقوله تعالى :  ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله      [ البقرة : 196 ] ، فخص شعر رأسه بالمنع ، فوجب أن يختص بالفدية : ولأنه لما تعلق الإحلال بشعر الرأس دون غيره ، وجب أن تختص الفدية بشعر الرأس دون غيره ، والدلالة على صحة ما ذهبنا إليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  لا يمس المحرم من شعره ولا من بشره شيئا  ولأن شعر الرأس يتعلق بحلقه ترفيه ، وشعر الجسد يتعلق بحلقه ترفيه وتنظيف ، فكان بوجوب الفدية أولى .  
 [ ص: 116 ] فأما الجواب عن الآية فإنما نص على شعر الرأس : لينبه به على شعر الجسد : لوجود معنى الرأس فيه وزيادة .  
وأما قولهم : إنه لما اختص شعر الرأس بالإحلال ، وجب أن يختص بالفدية .  
قلنا : الإحلال نسك مأمور به ، والحلق كغيره حظر يأثم به ، ثم إنما لزمته الفدية فيه : لأجل الترفيه ، فاستوى شعر الرأس والجسد في الترفيه بحلقه فاستويا في الفدية ، وإن اختلفا في الإحلال .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					