السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنتُ أمًّا حنونة وعطوفة، ولا يوجد لي مثيل في التفاني مع أطفالي، أعيش لأجل سعادتهم فقط، ولأحقق ما يتمنّونه، حتى على حساب سعادتي، وكنت أنوي الحمل وأنجب، لكنني منهكة نفسيًّا وجسديًّا، وأرغب في تأجيل الحمل، رغم أنني لست صغيرة في السن.
أنا الآن موظفة براتب منخفض، لكنني كافحت لأحصل على المال؛ لأن زوجي لا يعطيني شيئًا، ويذلّني، ويحاسبني على كل فلس.
بعد أن يغادر أبنائي إلى المدارس (6 و 5 سنوات)، أجلس وحدي أرتّب وأنظّف البيت حتى الساعة الحادية عشرة صباحًا، ثم أذهب إلى عملي، وأعود إلى البيت في الساعة السادسة مساءً، فأحضّر الغداء وأتابع واجبات أطفالي، وأحاول أن أُدَرِّس طفلي، لكنه لا يركّز معي، رغم أنه ذكي جدًّا، لكنه مشتّت.
أجلس معه ساعتين أو ثلاث ساعات وهو يشرد، وذات مرة فقدت أعصابي، وبدأت أصرخ بصوت مرتفع، فجاء زوجي من الغرفة على صوتي، وكانت الدمعة في عين طفلي، وبدأتُ أبكي لأنني أخفته، فجاء زوجي وأخذ الطفل مني وصرخ في وجهي.
أريد أن يكون ابني مميزًا، فجميع أقرانه يقرؤون ويكتبون، وهو يلعب ولا يركّز، وزوجي دائمًا خارج المنزل بحجّة العمل الإضافي.
البارحة، بعد أن فقدت أعصابي أثناء تدريس طفلي، خرج زوجي ليتنزه مع الأطفال، ورفضت الذهاب معه لأنني متعبة، فقال لي: "أنت مريضة نفسيًّا"، وذهب وعاد وهو يتمتم ويُسمعني كلامًا، ويقول: "أنا أخرج من البيت أحسن من أن أبقى معك؛ لأنك مريضة نفسيًّا، ويجب أن تتعالجي"، وقال: "أريد أن أتزوج عليك امرأة رقيقة ومحبّة للحياة، ليست كئيبة مثلك".
واليوم، بعثت له رسالة اعتذار لأنني غضبت البارحة، فقال: "اذهبي إلى طبيب يعالجك على حسابي الخاص، أنت لست سويّة، ولا طبيعية"، فقلت له: "أنا متعبة ومضغوطة فقط"، فقال: "لا، أنت مريضة ويجب أن تتعالجي، وأنا كرهتك وكرهت حياتي معك، وأتمنّى أن يرزقني الله وأتزوج الثانية وأرميك".
أنا متعبة ومجهدة، وحرفيًّا أموت ببطء، لا أجد وقتًا لأجلس مع زوجي، فهو يبقى خارج المنزل أو على الهاتف، وأنا أغسل وأرتّب وأُدَرِّس.
أحيانًا، أستغفر الله العظيم وأقول: لماذا هكذا حظي؟ كنت في منزل أهلي مدلّلة، وملتزمة دينيًّا كثيرًا، وأرضي الوالدين بدرجة لا توصف، ودرست ونجحت بأعلى الدرجات، والجميع يحبّني لطيبتي وتديّني، لكني رُزقت بزوج فاشل زوجيًّا، يضرب ويطلّق ويهين، وبخيل ويذلّني، وأقول: لا يوجد لي ذنب عظيم، أو شيء سيّء فعلته لأُبتلى بهذه العيشة البائسة!
والآن، خطب ابن عمي الذي كان قد تقدّم لخطبتي ورفضته، وأقول: ليتني قبلت به، فهو كريم جدًّا، وعطوف، ولطيف، ويهتمّ، ويُقدِّر.
أنا منهارة ومتعبة، ورغم خوفي الشديد على أطفالي بدوني، إلَّا أنني أتمنّى أن أموت وأرتاح.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

