باب ذكر إسقاط العقول فيما تصيب البهائم من بني آدم من جراح وغيره ، وإسقاط الغرم عن مالكيها إذا كانوا غير متعدين بإرسالها
ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "العجماء جرحها جبار " .
9384 - حدثنا إسحاق ، عن عبد الرزاق ، عن معمر وابن جريج ، عن الزهري ، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "العجماء جبار والبئر جرحها جبار ، والمعدن جرحه جبار ، وفي الركاز الخمس " .
9385 - حدثنا بكار بن قتيبة قال : حدثنا وهب بن جرير قال : حدثنا هشام ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "البهيمة عقلها جبار ، والبئر عقلها جبار ، والمعدن عقلها جبار ، وفي الركاز الخمس " .
قال أبو بكر : والجبار : الهدر عند أهل تهامة . وكل من أحفظ عنه من [ ص: 131 ] أهل العلم يقول : ليس على صاحب الدابة المفلتة ضمان فيما أصابت . وممن حفظنا هذا عنه شريح ، والزهري ، والحكم ، وحماد ، وسفيان الثوري ، ومالك ، والأوزاعي ، والنعمان ، والشافعي ، ومن تبعهم من أهل العلم .
وحدثني علي قال : قال أبو عبيد : قوله : "العجماء" يعني البهيمة ، وإنما سميت عجماء ، لأنها لا تتكلم ، وكذلك كل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم ، وأما "الجبار" فهو : الهدر ، وإنما جعل هدرا إذا كانت منفلتة ليس لها قائد ولا سائق ولا راكب .
قال أبو عبيد في قوله : "البئر جبار" : هي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها حافر ولا مالك ، تكون بالبوادي فيقع فيها الإنسان أو الدابة فذلك هدر .
وقوله : "المعدن جبار" فإنها هذه المعادن التي يستخرج منها الذهب والفضة فيجيء قوم يحفرونها بشيء مسمى لهم ، فربما انهار عليهم المعدن فقتلهم فيقول : دماؤهم هدر .
وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "النار جبار " .
9386 - حدثنا الطهراني والنجار ، قالا : أخبرنا عبد الرزاق ، [ ص: 132 ] قال : أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "النار جبار " .
قال أبو بكر : وقد سألت عن هذا الحديث غير واحد من أئمة أهل الحديث فكل يقول لي : أخطأ فيه عبد الرزاق ، إنما هو البئر ، وأنكر هذا آخر وقال : هذا تصحيف من الكاتب ، وذلك أن أهل اليمن تكتب "النار" "النير" بغير ألف ، فصحف من صحف ذلك في كلامه فقرأه "النار" تصحيفا ، فنقلت لما قرأها القارئ مصحفا إلى هجاء النار إذ لم يكن منقوطا . [ ص: 133 ]


