(  الثالث      )   أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص  ، واسم أبي وقاص مالك بن وهيب ، ويقال : أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الزهري  ، وأمه  حمنة بنت سفيان  ، وقيل : بنت  أبي سفيان بن عبد شمس بن عبد مناف  ، أسلم قديما على يد   أبي بكر الصديق     - رضي الله عنهما - وهو ابن سبع عشرة سنة وقال : كنت ثالثا في الإسلام ، وأنا أول من رمى بسهم في سبيل الله ، شهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان قصيرا غليظا ذا هامة ، شثن الأصابع ، آدم ، أفطس ، أشعر الجسد ، وفداه النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد بأبويه أي قال له : " ارم فداك أبي وأمي " . مات - رضي الله عنه - في قصره بالعقيق قريبا من  المدينة   ، فحمل على رقاب الرجال إلى  المدينة   ، وصلى عليه   مروان بن الحكم  وهو يومئذ والي      [ ص: 359 ] المدينة   من قبل  معاوية  ، ودفن  بالبقيع   وذلك سنة خمس وخمسين وقيل : سبع وخمسين ، وله بضع وسبعون سنة وقيل : اثنان وثمانون ، وهو آخر العشرة موتا ، وكان قد اعتزل الفتنة ، وكف بصره في آخر عمره - رضي الله عنه - وروي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائتان وسبعون حديثا ، منها في الصحيحين ثمانية وثلاثون حديثا ، اتفقا منها على خمسة عشر ، وانفرد   البخاري  بخمسة ومسلم بثمانية عشر ، روى عنه  عبد الله بن عمر  ،   وجابر بن سمرة  ،  وعامر  ومحمد  ومصعب  بنوه ،   وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف  ،   وابن المسيب  ،   وأبو عثمان النهدي  ،   وقيس بن أبي حازم  ، وغيرهم .  
				
						
						
