( حدثنا   أحمد بن إبراهيم الدورقي  ،   وسلمة بن شبيب     ) كحبيب (   ومحمود بن غيلان  قالوا : أخبرنا ) وفي أصل صحيح أنبأنا (  أبو أسامة ) قيل : اسمه حماد بن سلمة     ( عن   هشام بن عروة  عن أبيه ،  عن  عائشة  رضي الله عنها ، قالت :  كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء      ) بالمد ويجوز قصره ، ففي المغرب الحلواء ، الذي يؤكل بالمد والقصر ، والجمع الحلاوى ، نقله  ميرك  ، وقيل : الحلواء كل شيء فيه حلاوة ، فقوله : ( والعسل ) تخصيص بعد تعميم ، وقيل : المراد بها      [ ص: 257 ] المجيع ، وهو تمر يعجن باللبن ، وقيل : ما صنع وعولج من الطعام بحلو ، وقد يطلق على الفاكهة ، ونقل عن   الأصمعي  أنه مقصور يكتب بالياء ، وعن  الفراء  أنه ممدود يكتب بالألف ، وأغرب  ابن حجر  ، فقال : هي بالقصر ، فيكتب بالألف ، قال   ابن بطال     : الحلواء العسل من جملة الطيبات ، وفيه تقوية لقول من قال : المراد به المستلذات من المباحات ، ودخل في معنى هذا الحديث كل ما شابه الحلواء والعسل من أنواع المآكل اللذيذة .  
قال  الخطابي     : ولم يكن حبه صلى الله عليه وسلم لهما على معنى كثرة التشهي ، وشدة نزع النفس لأجلهم ، وإنما كان ينال منهما إذا حضرا نيلا صالحا ، فيعلم بذلك أنه يعجبه ، قال  ابن حجر     : ولم يصح أنه صلى الله عليه وسلم رأى السكر ، وخبر  أنه صلى الله عليه وسلم حضر ملاك أنصاري ، فجاءت الجواري معهن الأطباق عليها اللوز والسكر ، فأمسكوا أيديهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تنتهبون ، قالوا : إنك نهيت عن النهبة ، قال : أما العرسان فلا ، قال  معاذ     : فرأيته صلى الله عليه وسلم يجاذبهم ويجاذبونه  غير ثابت ، كما قال  البيهقي  في سننه : قال : ولا يثبت في هذا المعنى شيء ، وشنع على احتجاج   الطحاوي  به لمذهبه أن النثار غير مكروه ، قلت : لو لم يثبت عنده لما احتج به لمذهبه ، وأخرج   الطبري  في رياضه ، أن أول من خبص في الإسلام  عثمان  ، قدمت عليه عير تحمل دقيقا وعسلا فخلطهما ، وصح  أن عيرا قدمت فيها جمل له عليه دقيق حوارى ، وعسل وسمن ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا فيها بالبركة ، ثم دعا ببرمة فنصبت على النار ، وجعل فيها من العسل والدقيق والسمن ، ثم عصد حتى نضج ، ثم أنزل فقال صلى الله عليه وسلم : كلوا هذا شيء تسميه  فارس   الخبيص     .  
				
						
						
