( باب ما جاء في  ضحك رسول - صلى الله عليه وسلم      - )  
وفي بعض النسخ باب ضحك ، وفي نسخة باب ضحك قال  العصام     : وفي نسخة باب منونا ، وضحك على لفظ الماضي ، انتهى .  
وبعده لا يخفى ثم الضحك مضبوط في الأصول بكسر ، فسكون ، وفي القاموس ضحك ضحكا بالفتح ، وبالكسر ، وبكسرتين ، وككتف .  
( حدثنا   أحمد بن منيع  حدثنا   عباد بن العوام     ) بالموحدة وتشديد الواو ( أخبرنا  الحجاج ) بفتح أوله ، وتشديد ثانيه ( وهو ابن أرطأة     ) غير منصرف للتأنيث ، والعلمية ، وفي القاموس : الأرطى : شجر نوره كنور الخلاف ، وثمره كالعناب لكنه مر تأكله الإبل ، الواحدة : أرطاة وألفه للإلحاق ; فينون نكرة لا معرفة أو ألفه أصلية ; فينون دائما ، ووزنه أفعل ، وموضعه المعتل ، وبه سمي ، وكني ( عن   سماك بن حرب     ) بكسر السين ( عن   جابر بن سمرة  قال : كان في ساق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) بصيغة الإفراد للتعميم ، وفي نسخة صحيحة بصيغة التثنية كما في المشكاة برواية  الترمذي     ( حموشة ) بضم الحاء المهملة ، والميم أي : دقة ، ودقتها مما يمتدح به ، وقد أكثر أهل القيافة من ذكر محاسن ذلك ، وفوائده .  
وأما قول  ابن حجر  تبعا  للعصام  بضم أوله المعجم ; فمخالف للأصول ، ومعارض للغة على ما يشهد به القاموس ، والنهاية ، ومغير للمعنى فإن الخمش بالمعجمة ، وهو خدش الوجه ، ولطمه ، وقطع عضو منه (  وكان لا يضحك إلا تبسما     ) جعل التبسم من الضحك ، واستثنى منه      [ ص: 19 ] فإن التبسم من الضحك بمنزلة السنة من النوم ، ومنه قوله تعالى (  فتبسم ضاحكا      ) أي : شارعا في الضحك ، وهذا الحصر يحمل على غالب أحواله لما سبق من أن جل ضحكه التبسم ، ولما سيأتي من أنه - صلى الله عليه وسلم -  ضحك حتى بدت نواجذه   ، وقيل ما كان يضحك إلا في أمر الآخرة ، وأما في أمر الدنيا ; فلم يزد على التبسم ، وهو تفصيل حسن ، وتعليل مستحسن ، وورد  أنه - صلى الله عليه وسلم - .  
كان إذا ضحك يتلألأ في الجدر  بضم أوله أي : يشرق نوره عليه إشراقا كإشراق الشمس عليها ( فكنت ) بصيغة المتكلم ، وفي نسخة بصيغة المخاطب في الأفعال الثلاثة ، وفي المشكاة نقلا عن  الترمذي  ، وكنت بالواو ، وهو الظاهر ( إذا نظرت إليه ) أي بادي الرأي ( قلت أكحل العينين ) بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف هو ( هو ) ( وليس بأكحل ) أي : والحال أنه - صلى الله عليه وسلم - ليس بأكحل في نفس الأمر ، وعند التأمل يقال رجل أكحل بين الكحل بفتحتين ، وهو الذي يعلو جفون عينيه سواد مثل الكحل من غير اكتحال ; فينبغي أن يحمل قوله ، وليس بأكحل على المكتحل تأمل ذكره  ميرك  وفي القاموس الكحل محركة أن يعلو منابت الأشفار سواد خلقة أو أن يسود مواضع الكحل، كحل كفرح ، فهو أكحل ، انتهى .  
فلا يخفى أن أكحل له معنيان ، فيحمل الأول على الأول ، والثاني على الثاني ; فتأمل .  
أو يقال معناه أن  عينه - صلى الله عليه وسلم      - كان في نظر الخلائق مكحول لا حال كونه غير مكحول ; فيفيد أنه كان أكحل بحسب الخلقة ، وهو الأظهر والله أعلم .  
ثم ليس لنفي الحال على القول الأكثر ، فهنا لحكاية الحال الماضية ، وقيل لمطلق النفي ; فلا إشكال .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					