( حدثنا  الحسين بن محمد     ) وفي نسخة  سفيان بن محمد  ، قال  ميرك     : وهي غلط ; لأن  سفيان بن محمد  لم يذكر في الرواة ( البصري ) بفتح الموحدة ويكسر ( حدثنا  الفضيل     ) بضم ففتح فتحتية ساكنة فلام ، وفي بعض النسخ  الفضل  ، قال  السيد أصيل الدين     : كذا في أكثر النسخ المسموعة في بلادنا ، وهو غلط والصواب  فضيل  بالتصغير ، كما وجدناه في النسخ الشامية (  بن سليمان  حدثني ) وفي نسخة ثنا (  فائد ) بالفاء ( مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع     ) هو القبطي واسمه  إبراهيم  ، وقيل :  أسلم  ، أو  ثابت  أو  هرمز     ( مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قال صاحب المشكاة في أسماء رجاله : هو   أبو رافع أسلم مولى النبي صلى الله عليه وسلم  ، غلبت عليه كنيته ، كان قبطيا وكان  للعباس  ، فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما بشر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام  العباس  أعتقه ، وكان إسلامه قبل  بدر   ، روى عنه خلق كثير ، مات قبل قتل  عثمان  بيسير ( قال حدثني  عبيد الله بن علي ) أي ابن أبي رافع     ( عن جدته  سلمى     ) بفتح أوله ، وهي زوجة  أبي رافع     ( أن  الحسن بن علي     ) وفي بعض النسخ  الحسين  بالتصغير بدلا عن  الحسن     (   وابن عباس  وابن جعفر     ) أي   عبد الله بن جعفر بن أبي طالب     ( أتوها ) أي جاءوا  سلمى  زائرين لها ( فقالوا ) أي بعضهم أو كلهم لها (  اصنعي لنا طعاما مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم     ) بصيغة المعلوم ، إما من الإعجاب فرسول الله مفعوله والضمير المستتر فيه للموصول ، أو من العجب بفتحتين من باب علم ، فهو فاعله وضمير الموصول في الصلة محذوف ، أي مما كان يعجبه صلى الله عليه وسلم ، ويمكن أن يكون الرسول فاعلا في الوجه الأول ، بناء على أن معناه يستحسنه ، وبالجملة إن كان يعجب من الإعجاب ، يمكن أن يكون الرسول مرفوعا ومنصوبا بناء على معنى الإعجاب ، وإن كان من العجب فهو      [ ص: 274 ] مرفوع ، وكذا الحال فيما وقع ثانيا ( ويحسن ) من الإحسان ، وفي نسخة من التحسين ( أكله ) بالنصب ، وهو بفتح الهمزة وسكون الكاف مصدر ، وهو المروي المناسب للمقام ( فقالت يا بني ) بالتصغير للشفقة ، والمقصود بالنداء كل واحد منهم أو المتكلم منهم ، وهو بفتح الباء ، وفي نسخة بكسرها ، وبهما قرئ في التنزيل ، ثم إفراده مع أن الجمع هو الملائم إيثارا لأكبرهم ، أو لأنهم لما اتحدت طلبتهم صاروا بمنزلة شخص واحد ، وقال  الحنفي     : روي مصغرا ومكبرا انتهى . فحينئذ يكون جمعا لكن المكبر ليس موجودا في أصولنا ، وقد قال  ميرك     : الرواية المسموعة فيه التصغير ، ووجهه أن المتكلم معها واحد من الثلاثة المذكورين برضى الآخرين ، ويؤيده قوله : ( لا نشتهيه اليوم ) ويحتمل أن كل واحد منهم التمس منها الطعام الموصوف المذكور ( قال ) أي المخاطب بيا بني أو كل واحد ، ( بلى ) أي نشتهيه على سبيل البركة ، ونفيها محمول على طريق الطبع وعرف الوقت لاتساع العيش وذهاب ضيقه الذي كان أولا ; ولهذا قيدته باليوم ( اصنعيه لنا قال ) أي الراوي عن  سلمى  أو أحد الثلاثة ( فقامت فأخذت شيئا ) أي قليلا ( من الشعير ) وفي رواية من شعير ، وكذا في نسخة ( فطحنته ثم جعلته ) أي دقيقه ( في قدر ) بكسر أوله أي : برمة ، ( وصبت ) أي : كبت ( عليه ) أي : على الدقيق ( شيئا ) أي : قليلا ( من زيت ) أي زيت الزيتون أو غيره ، وهو الدهن ( ودقت الفلفل ) بضم الفاءين وسكون اللام الأول ، هو الرواية ، وهو الموافق لما أورده صاحب مهذب الأسماء في المضمومة ، ذكره  ميرك  وهو حبة معروفة ، وفي القاموس الفلفل كهدهد وزبرج ، حب هندي والأبيض أصلح ، وكلاهما نافع لأشياء ذكرها ، ( والتوابل ) بفتح الفوقية وكسر الموحدة ، أبزار الطعام وهي أدوية حارة ، يؤتى بها من  الهند   ، وقيل هو مركب من الكزبرة والزنجبيل والرازيانج والكمون ، جمع تابل بموحدة مكسورة أو مفتوحة ، ( فقربته ) أي الطعام بعد طحنه وغرفه في وعاء ، ( إليهم فقالت هذا ) أي وأمثاله ( مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم ) بالضبطين ( ويحسن أكله ) بالوجهين .  
قال  ابن حجر     : وروى المصنف ، وقال : حديث غريب ،  أنه صلى الله عليه وسلم أكل السلق مطبوخا بالشعير  ، قلت : وسيأتي في الأصل قريبا وأكل الخزيرة بمعجمة مفتوحة فزاي مكسورة فتحتية فراء ، قال   الطبري     : كالعصيدة إلا أنها أرق ، وقال  ابن فارس     : دقيق يخلط بشحم ،  والجوهري  كالطيبي  لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير ، فإذا نضج ذر عليه دقيق ، وقيل : هي بالإعجام من النخالة وبالإهمال من اللبن .  
وأكل الكباث رواه  مسلم  ، وهو بفتح الكاف وتخفيف الموحدة وبمثلثة آخره النضيج من ثمر الأراك ، وقيل : ورقه ، وفي نهاية  ابن الأثير  أنه  كان يحب جمار النخل  ، وهو كرمان شحمه .  
وروى  أبو داود  أنه صلى الله عليه وسلم أتى بجبنة في  تبوك   ، فدعا بسكين فسمى وقطع  أي بقطعة من الجبن ، وهو على ما في القاموس بضم وبضمتين ، وكعتل معروف ، وقد تجبن اللبن صار كالجبن .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					