( حدثنا   قتيبة بن سعيد  حدثنا  خالد بن عبد الله  عن  حميد     ) بالتصغير ( عن   أنس بن مالك  أن رجلا ) قيل كان به نوع من البلاهة ( استحمل رسول - صلى الله عليه وسلم - ) أي : سأله أن يحمله على دابة ، والمراد أن يعطيه حمولة يركبها ( فقال : إني حاملك ) أي : مريد لحملك ( على ولد ناقة ) أراد به المباسطة له ، والملاطفة معه بما عساه أن يكون شفاء لبلهه بعد ذلك أو إظهارا لتحققه فيه ; فإن  أكثر أهل الجنة البله  على ما ورد ، والمراد بهم البله في أمور الدنيا مع كونهم فطنين في أحوال العقبى ، فهم من الأبرار عكس صفة الكفار كما قال تعالى في حقهم  يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون   وقال بعض العارفين : سموا بلها حيث رضوا بالجنة ، ولم يطلبوا الزيادة قال تعالى  للذين أحسنوا الحسنى وزيادة   والزيادة هي اللقاء (  فقال : يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة     ) توهم أن المراد بولدها هو الصغير من أولادها على ما هو المتبادر إلى الفهم (  فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهل تلد الإبل      ) أي : صغرت أو كبرت ، والمعنى ما تلد جميعا ( إلا النوق ) بضم النون جمع الناقة ، وهي أنثى الإبل ، وحاصله أن جميع الإبل ولد الناقة صغيرا كان أو كبيرا ، فكأنه يقول له : لو تدبرت في الكلام لعرفت المرام ، ففيه مع المباسطة له الإشارة إلى إرشاده ، وإرشاد غيره ; بأنه ينبغي لمن سمع قولا أن يتأمله ، ولا يبادر إلى رده إلا بعد أن يدرك غوره .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					