[ ص: 287 ]   385 - جعفر الضبعي  
ومنهم  الضبعي جعفر بن سليمان  ، صحب العباد ، ونقل عنهم وعن الزهاد ، صحب  مالك بن دينار  ، وثابتا  البناني  ،  وأبا عمران الجوني  ،  وأبا التياح  ، وفرقدا السبخي  ، وشميط بن عجلان    . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر بن سليمان  ، قال : اختلفت إلى  مالك بن دينار  عشر سنين ، وإلى  ثابت البناني  عشر سنين ، وصليت مع  مالك بن دينار  العتمة عشر سنين ، وكان يقرأ في كل ليلة في المغرب ( إذا زلزلت    ) ( والعاديات    )    . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا محمد بن إبراهيم  ، ثنا  سليمان الشاذكوني  ، ثنا جعفر بن سليمان  ، قال : سمعت  مالك بن دينار  ، يقول : اتقوا السحارة اتقوا السحارة ، مرتين ، فإنها تسحر قلوب العلماء    - يعني الدنيا   - . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا محمد بن إبراهيم  ، ثنا سليمان  ، ثنا جعفر  ، قال : سمعت  مالك بن دينار  ، يقول : إن لله عقوبات في القلوب والأبدان  ؛ ضنك في المعيشة ، ووهن في العبادة ، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب . 
حدثنا عبد الله  ، ثنا محمد  ، ثنا سليمان  ، ثنا جعفر  ، قال : سمعت  مالك بن دينار  ، يقول : إن القلب إذا لم يحزن خرب  كما أن البيت إذا لم يسكن خرب ، قال : وسمعته يقول : لو أن قلبي يصلح على كناسة لذهبت حتى جلست عليها  . 
حدثنا عبد الله  ، ثنا محمد  ، ثنا سليمان  ، ثنا جعفر  ، قال : سمعت  مالك بن دينار  ، يقول : من فرح بمدح الباطل  فقد استمكن الشيطان من دخول قلبه   . 
حدثنا عبد الله  ، ثنا محمد  ، ثنا سليمان  ، ثنا جعفر  ، قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : قرأت في بعض الكتب ؛ يجاء براعي السوء يوم القيامة ، فيقال له : يا راعي السوء شربت اللبن ، وأكلت اللحم  ، ولم تؤو الضالة ، ولم تجبر الكسير ، ولم ترعها حق رعايتها ، اليوم أنتقم لهم منك   . 
 [ ص: 288 ] حدثنا عبد الله  ، ثنا محمد  ، ثنا سليمان  ، ثنا جعفر  ، قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه  زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا   . 
حدثنا عبد الله  ، ثنا محمد  ، ثنا سليمان  ، ثنا جعفر  ، قال : كنت إذا رأيت من قلبي قسوة نظرت إلى وجه  محمد بن واسع  ، وكان وجهه كأنه وجه ثكلى    . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا  عبد الرحمن بن مهدي  ، عن جعفر بن سليمان  ، قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول : إن صدور المؤمنين تغلي بأعمال البر  ، وإن صدور الفجار تغلي بالفجور  ، والله يرى همومكم ، فانظروا ما همومكم رحمكم الله ؟ 
حدثنا أبو بكر  ، ثنا عبد الله  ، حدثني أبي ، ثنا  زيد بن الحباب  ، ثنا جعفر  ، قال : سمعت  مالك بن دينار  يقول إذا ذكر الصالحون : فتف لي ثم تف    . 
حدثنا أبو بكر  ، ثنا عبد الله  ، حدثني علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، ثنا مالك  ، قال : قال عبد الله الداري    : يا مالك  أبى علينا أهل العلم بالله والقبول عنه أن يقبلوا من أهل الدنيا التقشف ، وزعموا أن ذلك لا يليق بهم ، ولا يحسن عليهم   . قال : وسمعت عبد الله الداري  ، يقول : كان أهل العلم بالله والقبول منه يقولون : إن الزهد في الدنيا  يريح القلب والبدن ، وإن الرغبة في الدنيا  تكثر الهم والحزن ، وإن الشبع يقسي القلب ويفتر البدن   . 
حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، قال : كان  مالك بن دينار  من أحفظ الناس للقرآن  ، وكان يقرأ علينا كل يوم جزءا من القرآن حتى ختم ، فإن أسقط حرفا قال : بذنب مني وما الله بظلام للعبيد   . 
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المؤدب  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، ثنا  ثابت البناني  ، قال : بلغنا أن الله يوحي إلى جبريل  ، يا جبريل  استنسخ حلاوة فلان بن فلان  ، قال : فينسخها ، قال : فيبقى والها مكروبا محزونا ، قال : فيقول : يا جبريل  إني بلوته فوجدته صادقا ، وسأمده مني الزيادة   . 
 [ ص: 289 ] حدثنا محمد بن جعفر  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، ثنا  ثابت البناني  في هذه الآية : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا     ) الآية . قال : بلغنا أنه إذا انشقت الأرض يوم القيامة عن هام الرجال وعن هام النساء ، نظر المؤمن إلى حافظيه قائمين على رأسه يقولان له : يا ولي الله لا تخف اليوم ولا تحزن وأبشر بالجنة التي كنت توعد ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، أبشر يا ولي الله إنك سترى اليوم أمرا لم تر مثله فلا يهولنك فإنما يراد به غيرك ، قال ثابت    : فما عظيمة تغشى الناس يوم القيامة إلا وهي للمؤمن قرة عين بما هداه الله له في الدنيا ، ولما كان يعمله   . 
حدثنا محمد بن جعفر  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، ثنا ثابت  ، قال : كان رجل من العباد يقول : إذا نمت ثم استيقظت ثم ذهبت أعود إلى النوم فلا أنام الله عيني  ، قال جعفر    : كنا نرى ثابتا  يفني نفسه   . 
حدثنا عبد الله بن جعفر  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، قال : كنا نأتي فرقدا السبخي  ونحن شببة فيعلمنا ، فيقول : إن من ورائكم زمانا شديدا شدوا الإزار على أنصاف البطون  وصغروا اللقم ، وشدوا المضغ ومصوا الماء ، فإذا أكل أحدكم فلا يحلن من إزاره فتتسع أمعاؤه ، وإذا جلس ليأكل فليقعد على ألييه ، وليلزق فخذيه ببطنه ، وإذا فرغ فلا يقعد وليجئ وليذهب ، واحتفوا ، فإن من ورائكم زمانا شديدا ، قال : ودخلت على فرقد  وهو شيخ كبير وبين يديه خل حامض وهو يقول باللقمة في جوفه ! ثم يأكل ، فقلت لم تفعل هذا يا أبا يعقوب  ؟ قال : ليقطع عني النكاح   . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا جعفر  ، قال : سمعت فرقدا  يقول في موعظته : اتخذوا الدنيا ظئرا  ، واتخذوا الآخرة أما ، ألم تروا إلى الصبي كيف يصرخ على ظئره ، فإذا ترعرع وعقل رمى بنفسه على أبويه وترك ظئره ، ألا وإن الآخرة أمكم   . 
 [ ص: 290 ] حدثنا محمد بن جعفر  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، قال : سمعت  أبا التياح    - واسمه  يزيد بن حميد الضبعي    - يقول : أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ولبس صالح ثيابه  ، ولقد كان الرجل منهم يتقرا عشرين سنة ما يعلم به جيرانه   . 
حدثنا محمد بن علي بن حبيش  ، ثنا عبد الله بن الصقر  ، ثنا الصلت بن مسعود  ، ثنا جعفر بن سليمان  ، قال : سمعت  أبا عمران الجوني  ، يقول : وعظ موسى بن عمران  قومه فشق رجل منهم قميصه  ، فأوحى الله إلى موسى  قل لصاحب القميص لا يشق قميصه ليشرح لي عن قلبه   . 
حدثنا محمد بن جعفر  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، ثنا  أبو عمران الجوني    : ( وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا     ) قال : سجنا ومحبسا   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  ، ثنا محمد بن عبد الله بن رسته  ، ثنا قطن بن نسير  ، ثنا جعفر بن سليمان  ، ثنا  أبو عمران الجوني  ، قال : لم ينظر الله إلى إنسان قط إلا رحمه  ، ولو نظر إلى أهل النار لرحمهم ، ولكن قضى أن لا ينظر إليهم   . 
حدثنا محمد بن جعفر  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، ثنا عنبسة الخواص  ، عن قتادة  قال : قال موسى بن عمران  عليه السلام : يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض فما علامة غضبك من رضاك ؟ قال : إذا استعملت عليكم خياركم فهو علامة رضائي ، وإذا استعملت عليكم شراركم فهو علامة سخطي    . 
حدثنا محمد بن جعفر  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم  ، ثنا علي بن مسلم  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، قال : سمعت شميطا  ، يقول : دلنا ربنا على نفسه في هذه الآية : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام     ) الآية   . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، قال : أخذ بيدي حوشب  يوما فقال : يوشك إن بقيت يا أبا سلمان  أن لا تلقى مؤنسا يؤنسك ، ويوشك إن بقيت أن لا تلقى مرشدا    . 
 [ ص: 291 ] حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا عبد الله بن أحمد  ، ثنا هارون  ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر  ، قال : سمعت  محمد بن واسع  ، يقول : ما بقي في الدنيا شيء ألذه إلا الصلاة في الجماعة ولقاء الإخوان    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					