447 - محمد بن أسلم   
ومنهم السليم الأسلم المذكور بالسواد الأعظم .  الطوسي أبو الحسن محمد بن أسلم    . 
أحواله مشتهرة مشهورة ، وشمائله مسطرة مذكورة . كان بالآثار مقتديا ، وعن الآراء منتهيا ، أعطي بيانا وبلاغة ، وزهدا وقناعة ، نقض على المخالفين بتبيانه ، وأقبل على تصحيح حاله وشأنه . 
حدثنا أبي ، ثنا خالي أحمد بن محمد بن يوسف  ، ثنا أبي ، قال : قرأت على أبي عبد الله محمد بن القاسم الطوسي خادم ابن أسلم  قال : سمعت  إسحاق بن راهويه  ، يقول : وذكر في حديث رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله لم يكن ليجمع أمة محمد  على ضلالة  ، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم   " فقال رجل : يا أبا يعقوب  من السواد الأعظم ؟ فقال : محمد بن أسلم  وأصحابه ومن   [ ص: 239 ] تبعه ، ثم قال : سأل رجل ابن المبارك  فقال : يا أبا عبد الرحمن  من السواد الأعظم ؟ قال : أبو حمزة السكوني    . ثم قال إسحاق    : في ذلك الزمان يعني أبا حمزة  ، وفي زماننا محمد بن أسلم  ومن تبعه . ثم قال إسحاق    : لو سألت الجهال من السواد الأعظم  ؟ قالوا : جماعة الناس ، ولا يعلمون أن الجماعة عالم متمسك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم وطريقه ، فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة ، ومن خالفه فيه ترك الجماعة . ثم قال إسحاق    : لم أسمع عالما منذ خمسين سنة أعلم من محمد بن أسلم    . قال أبو عبد الله    : وسمعت أبا يعقوب المروزي  ببغداد  وقلت له : قد صحبت محمد بن أسلم  ، وصحبت  أحمد بن حنبل  ، أي الرجلين كان عندك أرجح أو أكثر أو أبصر بالدين ؟ فقال : يا أبا عبد الله  لم تقول هذا ؟ إذا ذكرت محمد بن أسلم  في أربعة أشياء فلا تقرن معه أحدا : البصر بالدين ، واتباع أثر النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا ، وفصاحة لسانه بالقرآن والنحو    . ثم قال لي : نظر  أحمد بن حنبل  في كتاب الرد على الجهمية  الذي وضعه محمد بن أسلم  فتعجب منه ثم قال : يا أبا يعقوب  رأت عيناك مثل محمد  ؟ فقلت : يا أبا عبد الله  لا يغلظ رأي محمد  من أستاذيه ورجاله مثله ، فتفكر ساعة ثم قال : لا قد رأيتهم وعرفتهم فلم أر فيهم على صفة محمد بن أسلم    . 
قال أبو عبد الله    : وسألت يحيى بن يحيى  عن ست مسائل فأفتى فيها ، وقد كنت سمعت محمد بن أسلم  أفتى فيها بغير ذلك ، احتج فيها بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرت يحيى بن يحيى  بفتيا محمد بن أسلم   فيها ، فقال : يا بني أطيعوا أمره وخذوا بقوله ، فإنه أبصر منا . ألا ترى أنه يحتج بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في كل مسألة ؟ وليس ذاك عندنا   . قال : سمعت شيخا من أهل مرو  يكنى بأبي عبد الله  قال : صحبت  ابن عيينة  ووكيعا  وكان صديقا ليحيى بن يحيى  وإسحاق بن راهويه  ، وكان صاحب علم فأخبرني قال : كنت عند يحيى بن يحيى  ، فقال لي : يا أبا عبد الله  قد رأيت محمد بن أسلم  وصحبت  إسحاق بن راهويه  فأي الرجلين أبصر عندك وأرجح ؟ فقلت : يا أبا زكريا  ما لك إذا ذكرت محمد بن أسلم  تذكر معه  إسحاق بن راهويه  وغيره ، قد صحبت وكيعا  سنتين وأشهرا وصحبت  سفيان بن عيينة  ولم أر يوما واحدا لهم من الشمائل ما لمحمد بن أسلم    . ثم قلت : إنما يعرف محمد بن أسلم   [ ص: 240 ] رجل بصير بالعلم قد عرف الحديث ، ينظر في شمائل هذا الرجل فيعلم بأي حديث يعمل به هذا الرجل اليوم ، غريب في هذا الخلق لأنه يعمل بما عمل به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وهو عند الناس منكر لأنهم لم يروا أحدا يعمل به فلا يعرفه إلا بصير . فقال يحيى بن يحيى    : صدقت هو كما تقول فمن مثله اليوم ؟! قال : وسمعت  إسحاق بن راهويه  ذات يوم روى في ترجيع الأذان  أحاديث كثيرة ثم روى حديث  عبد الله بن زيد الأنصاري  ، وقد أمر محمد بن أسلم  الناس بالترجيع فقلتم هذا مبتدع ، عامة أهل هذه الكورة غوغاء ، ثم قال : احذروا الغوغاء فإن الأنبياء قتلتهم الغوغاء  ، فلما كان الليل دخلت عليه فقلت له يا أبا يعقوب  ، حدثت هذه الأحاديث كلها في الترجيع فما لك لا تأمن مؤذنك ؟ قال : يا مغفل ألم تسمع ما قلت في الغوغاء لأنهم هم الذين قتلوا الأنبياء ، فأما أمر محمد بن أسلم  فإنه يتمادى كلما أخذ في شيء تم له ، ونحن عنده نملأ بطونا لا يتم لنا أمر نأخذ فيه نحن عند محمد بن أسلم  مثل السراق . قال أبو عبد الله  وكتب إلي أحمد بن نصر  أن أكتب إليه بحال محمد بن أسلم  فإنه ركن من أركان الإسلام . قال : وأخبرني محمد بن مطرف  وكان رحل إلى صدقة الماوردي  قال : قلت لصدقة    : ما تقول في رجل يقول : القرآن مخلوق  ؟ فقال : لا أدري ، فقلت : إن محمد بن أسلم  قد وضع فيه كتابا . قال : هو معكم ؟ قلت : نعم ، قال : ائتني به . فأتيته به فلما كان من الغد قال لنا : ويحكم كنا نظن أن صاحبكم هذا صبي فلما نظرت إليه إذا هو قد فاق أصحابنا ، قد كنت قبل اليوم لو ضربت سوطين لقلت : القرآن مخلوق ، فأما اليوم فلو ضرب عنقي لم أقله . قال : وكنت جالسا عند أحمد بن نصر  بنيسابور  بعدما مات محمد بن أسلم  بيوم ، فدخلت عليه جماعة من الناس فيهم أصحاب الحديث مشايخ وشباب ، وقالوا : جئنا من عند أبي النضر  وهو يقرئك السلام ، ويقول : ينبغي لنا أن نجتمع فنعزي بعضنا بموت هذا الرجل  الذي لم نعرف من عهد  عمر بن عبد العزيز  رجلا مثله . وقيل لأحمد بن نصر    : يا أبا عبد الله  صلى عليه ألف ألف من الناس  ، وقال بعضهم : ألف ألف ومائة ألف من الناس ، يقول صالحهم وطالحهم : لم نعرف لهذا الرجل نظيرا ، فقال أحمد بن نصر    : يا قوم ، أصلحوا   [ ص: 241 ] سرائركم بينكم وبين الله ، ألا ترون رجلا دخل بيته بطوس  فأصلح سره بينه وبين الله ، ثم نقله الله إلينا فأصلح الله على يديه ألف ألف ومائة ألف من الناس . قال أبو عبد الله  ، ودخلت على محمد بن أسلم  قبل موته بأربعة أيام بنيسابور  فقال : يا أبا عبد الله  تعالى أبشرك بما صنع الله بأخيك من الخير ، قد نزل بي الموت ، وقد من الله علي أنه ليس عندي درهم يحاسبني الله عليه  ، وقد علم الله ضعفي وأني لا أطيق الحساب ، فلم يدع عندي شيئا يحاسبني به الله . 
ثم قال : أغلق الباب ولا تأذن لأحد علي حتى أموت ، وتدفنون كتبي ، واعلم أني أخرج من الدنيا وليس أدع ميراثا غير كتبي وكسائي ولبدي وإنائي الذي أتوضأ منه ، وكتبي هذه ، فلا تكلفوا الناس مؤنة . وكانت معه صرة فيها نحو ثلاثين درهما ، فقال : هذا لابني أهداه إليه قريب له ، ولا أعلم شيئا أحل لي منه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنت ومالك لأبيك    " . وقال : " أطيب ما يأكل الرجل من كسبه  ، وولده من كسبه   " . فكفنوني فيها : فإن أصبتم لي بعشرة دراهم ما يستر عورتي فلا تشتروا بخمسة عشر  ، وابسطوا على جنازتي لبدي وغطوا على جنازتي كسائي ، ولا تكلفوا أحدا ليأتي جنازتي ، وتصدقوا بإنائي أعطوه مسكينا يتوضأ منه . ثم مات في اليوم الرابع . فعجبت أن قال لي ذلك بيني وبينه ، فلما أخرجت جنازته جعل النساء يقلن من فوق السطوح : يا أيها الناس هذا العالم الذي خرج من الدنيا ، وهذا ميراثه الذي على جنازته ليس مثل علمائنا هؤلاء الذين هم عبيد بطونهم ، يجلس أحدهم للعلم سنتين أو ثلاثا فيشتري الضياع ويستفيد المال . وقال لي محمد    : يا أبا عبد الله  أنا معك ، وقد علمت أن معي في قميصي من يشهد علي فكيف ينبغي لي أن آتي الذنوب ؟ إنما يعمل الذنوب جاهل  ينظر فلا يرى أحدا فيقول : ليس يراني أحد ، أذهب فأذنب . فأما أنا كيف يمكنني ذلك وقد علمت أن داخل قميصي من يشهد علي ، ثم قال : يا أبا عبد الله  ما لي ولهذا الخلق ، كنت في صلب أبي وحدي ، ثم صرت في بطن أمي وحدي  ، ثم دخلت الدنيا وحدي ، ثم تقبض روحي وحدي ،   [ ص: 242 ] وأدخل في قبري وحدي ، ويأتيني منكر ونكير فيسألاني في قبري وحدي  ، فإن صرت إلى خير صرت وحدي وإن صرت إلى شر كنت وحدي ، ثم أوقف بين يدي الله وحدي  ، ثم يوضع عملي وذنوبي في الميزان وحدي  ، وإن بعثت إلى الجنة بعثت وحدي ، وإن بعثت إلى النار بعثت وحدي ، فما لي وللناس . ثم تفكر ساعة فوقعت عليه الرعدة حتى خشيت أن يسقط ثم رجعت إليه نفسه ، ثم قال : يا أبا عبد الله  إن هؤلاء قد كتبوا رأي  أبي حنيفة  وكتبت أنا الأثر ، فأنا عندهم على غير طريق وهم عندي على غير طريق . وقال لي : يا أبا عبد الله  أصل الإسلام في هذه الفرائض ، وهذه الفرائض في حرفين    : ما قال الله ورسوله افعل فهو فريضة ينبغي أن يفعل ، وما قال الله ورسوله لا تفعل فينبغي أن ينتهى عنه ، فتركه فريضة . وهذا في القرآن وفي فريضة النبي صلى الله عليه وسلم وهم يقرؤونه ولكن لا يتفكرون فيه ، قد غلب عليهم حب الدنيا . 
حديث  عبد الله بن مسعود    : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ، فقال : " هذا سبيل الله "  ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال : " هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ثم قرأ : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون    ) ، وحديث عبد الله بن عمرو  عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن بني إسرائيل  افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وأمتي تفترق على ثلاثة وسبعين  كلها في النار إلا واحدة " . قالوا : يا رسول الله ، من هم ؟ قال : " ما أنا عليه اليوم وأصحابي   " . 
فرجع الحديث إلى واحد والسبيل الذي قال في حديث  ابن مسعود  والذي قال : " ما أنا عليه وأصحابي   " فدين الله في سبيل واحد فكل عمل أعمله أعرضه على هذين الحديثين فما وافقهما عملته وما خالفهما تركته ، ولو أن أهل العلم فعلوا لكانوا على أثر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم فتنهم حب الدنيا وشهوة المال  ، ولو كان في حديث عبد الله بن عمرو  الذي قال : " كلها في النار إلا واحدة    " قال : كلها في الجنة إلا واحدة لكان ينبغي أن يكون قد تبين علينا في خشوعنا وهمومنا وجميع أمورنا خوفا أن نكون   [ ص: 243 ] من تلك الواحدة فكيف وقد قال : " كلها في النار إلا واحدة   " ؟ قال عبد الله    : صحبت محمد بن أسلم  نيفا وعشرين سنة لم أره يصلي حيث أراه ركعتين من التطوع إلا يوم الجمعة ، ولا يسبح ولا يقرأ حيث أراه ولم يكن أحد أعلم بسره وعلانيته مني . 
وسمعته يحلف كذا كذا مرة أن لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت ، ولكن لا أستطيع ذلك خوفا من الرياء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اليسير من الرياء شرك    " ثم أخذ حجرا صغيرا فوضعه على كفه ، فقال : أليس هذا حجرا ؟ قلت : بلى ، قال : أوليس هذا الجبل حجرا ؟ قلت : بلى ، قال : فالاسم يقع على الكبير والصغير أنه حجر ، فكذلك الرياء قليله وكثيره شرك    . وكان محمد  يدخل بيتا ويغلق بابه ويدخل معه كوزا من ماء ، فلم أدر ما يصنع حتى سمعت ابنا له صغيرا يبكي بكاءه فنهته أمه فقلت لها : ما هذا البكاء ؟ فقالت : إن أبا الحسن  يدخل هذا البيت فيقرأ القرآن ويبكي  فيسمعه الصبي فيحاكيه ، فكان إذا أراد أن يخرج غسل وجهه واكتحل فلا يرى عليه أثر البكاء ، وكان محمد  يصل قوما ويعطيهم ويكسوهم فيبعث إليهم ويقول للرسول : انظر أن لا يعلموا من بعثه إليهم ، فيأتيهم هو بالليل فيذهب به إليهم ، ويخفي نفسه فربما بلي ثيابهم ونفد ما عندهم ولا يدرون من الذي أعطاهم ، ولا أعلم منذ صحبته وصل أحدا بأقل من مائة درهم إلا أن لا يمكنه ذلك . 
وأكلت عند محمد  ذات يوم ثريدا في بريد فقلت له : يا أبا الحسن  ما لك تأتيني بثريد بارد هكذا تأكله ؟ قال : يا أبا عبد الله  إني إنما طلبت العلم لأعمل به  ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس في الحار بركة    " وكنت أخبز له فما نخلت له دقيقا قط إلا أن أغضبه ، وكان يقول : اشتر لي شعيرا أسود قد تركه الناس فإنه يصير إلى الكنيف ، ولا تشتر لي إلا ما يكفيني يوما بيوم . وأردت أن أخرج إلى بعض القرى ولا أرجع نحوا من أربعة أشهر فاشتريت له عدل شعير أبيض جيدا فنقيته وطحنته ثم أتيته به فقلت : إني أريد أن أخرج إلى بعض القرى فأغيب فيه ، واشتريت لك هذا الطعام لتأكل منه حتى أرجع . فقال لي : نقيته لي وجودته لي ؟ قلت : نعم . فتغير لونه وقال : إن كنت تقيدت   [ ص: 244 ] فيه ونقيته فأطعمه نفسك فلعل لك عند الله أعمالا تحتمل أن تطعم نفسك النقي ، فأما أنا فقد سرت في الأرض ودرت فيها فبالذي لا إله إلا هو ما رأيت نفسا تصلي إلى القبلة شرا عندي من نفسي ، فبم أحتج عند الله أن أطعمها النقي ، خذ هذا الطعام واشتر لي بدله شعيرا أسود رديا فإنه إنما يصير إلى الكنيف . ثم قال : ويحكم أنتم لا تعرفون الكنيف ؟ لا أعلم فيكم من يبصر بقلبه ، لو أن إنسانا كان يبيع بيعا فجاءه رجل بدراهم فقال : أحب أن تعطيني من جيد بيعك فإني أريده للكنيف تضحكون منه وتقولون : هذا مجنون ، فكيف لا تضحكون من أنفسكم ؟ احفروا حفرا واجعلوا فيها ماء وطعاما وانظروا هل ينتن في شهر ، وأنتم تجعلونه في بطونكم فينتن في يوم وليلة ، فالكنيف هو البطن . ثم قال : اخرج واشتر لي رحى فجئني بها واشتر لي شعيرا رديا لا يحتاج إليه الناس حتى أطحنه بيدي فآكله لعلي أبلغ ما كان فيه علي  وفاطمة   ، فإنه كان يطحن بيده . وولد له ابن فدفع إلي دراهم وقال : اشتر كبشين عظيمين وغال بهما ، فإنه كلما كان أعظم كان أفضل . اشتريت له وأعطاني عشرة دراهم ، فقال : اشتر به دقيقا واخبزه ، فنخلت الدقيق وخبزته ثم جئت به فقال : نخلت هذا فأعطاني عشرة دراهم أخر وقال : اشتر به دقيقا ولا تنخله واخبزه ، فخبزته وحملته إليه ، فقال لي : يا أبا عبد الله  إن العقيقة سنة  ، ونخل الدقيق بدعة ، ولا ينبغي أن يكون في السنة بدعة ، فلم أحب أن يكون ذلك الخبز في بيتي بعد أن يكون بدعة   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					