1676 1677 1678 1679 1680 1681 ص: وقد روى أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة - رضي الله عنها - في ذلك: [ما قد] حدثنا أحمد بن داود ، قال: ثنا سهل بن بكار ، قال: حدثني أبان بن يزيد ، قال: حدثني ابن أبي كثير، قال: ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة: "أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة; يصلي ثمان ركعات، ثم يوتر بركعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع، وصلى بين أذان الفجر والإقامة ركعتين". .
فيحتمل أن تكون الثمان ركعات التي أوتر بتاسعتهن في هذا الحديث هي الثمان التي ذكر سعد بن هشام عن عائشة - رضي الله عنها - "أن رسول الله - عليه السلام - كان يصلي قبلهن أربع
[ ص: 35 ] ركعات" ليتفق هذا الحديث وحديث سعد، ، ويكون هذا الحديث قد زاد على حديث سعد وحديث عبد الله بن شقيق تطوع رسول الله - عليه السلام - بعد الوتر. .
ويحتمل أيضا أن تكون هذه التسع هي التسع التي ذكرها سعد بن هشام في حديثه عن عائشة: أن رسول الله - عليه السلام - كان يصليهما لما بدن; فيكون ذلك تسع ركعات مع الركعتين الخفيفتين اللتين كان يفتتح بهما صلاته، ثم كان يصلي بعد الوتر ركعتين جالسا بدلا مما كان يصليه قبل أن يبدن قائما وهو ركعتان، فقد عاد ذلك أيضا إلى ثلاث عشرة ركعة.
حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال: ثنا هارون بن إسماعيل الخزاز ، قال: ثنا علي بن المبارك ، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، قال: " سألت عائشة عن صلاة رسول الله - عليه السلام - بالليل، فقالت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثمان ركعات، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، وإذا أراد أن يركع قام فركع قائما ثم سجد، وكان يصلي ركعتين بين الأذان والإقامة من صلاة الصبح". .
فهذا الحديث معناه معنى حديث أحمد بن داود، ، عن سهل بن بكار غير أنه ترك ذلك الوتر.
وحدثنا فهد ، قال: ثنا علي بن معبد ، قال: ثنا إسماعيل بن أبي كثير ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: " كان رسول الله - عليه السلام - يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة منها ركعتان وهو جالس، ويصلي ركعتين قبل الصبح".
فتلك ثلاث عشرة ركعة، . فقد وافق هذا الحديث أيضا حديث أحمد بن داود. ،
وقولها: "يصلي ركعتين قبل الصبح" يعني قبل صلاة الصبح، وهما الركعتان اللتان ذكرهما أحمد بن داود في حديثه أنه كان يصليهما بين الأذان والإقامة.
وحدثنا أحمد بن أبي عمران ، قال: ثنا القواريري . (ح).
وحدثنا روح بن الفرج ، قال: ثنا حامد بن يحيى ، قالا: ثنا سفيان ، قال: ثنا ابن أبي لبيد ، قال: سمعت أبا سلمة يقول: " دخلت على عائشة - رضي الله عنها -، فسألتها عن
[ ص: 36 ] صلاة رسول الله - عليه السلام - بالليل، فقالت: كانت صلاته في رمضان وغيره سواء; ثلاث عشرة ركعة، منها ركعتا الفجر".
فقد وافق هذا الحديث أيضا ما رويناه قبله من حديث أبي سلمة .
وحدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره: "أنه سأل عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله - عليه السلام - في رمضان؟ فقالت: ما كان النبي - عليه السلام - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة; يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا. قالت عائشة - رضي الله عنها -: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة إن عيناي تنامان ولا ينام قلبي".
فيحتمل هذا الحديث أن يكون قولها "ثلاثا" تريد [يوتر] بإحداهن مع اثنتين من الثمان، ثم يصلي الركعتين الباقيتين، وهما الركعتان اللتان ذكرهما أبو سلمة فيما تقدم مما روينا عنه أنه كان يصليهما وهو جالس; حتى يتفق هذا الحديث وما تقدمه من أحاديثه، ويحتمل أن تكون الثلاث كلها وترا، وهو أغلب المعنيين; لأنها قد فصلت صلاته فقالت: فكان يصلي أربعا، ثم أربعا، ووصفت ذلك كله بالحسن والطول، ثم قالت: "ثم يصلي ثلاثا" ولم تصف ذلك بطول، وجمعت الثلاث بالذكر، فذلك عندنا على الوتر، فيكون جميع ما كان يصليه إحدى عشرة ركعة مع الركعتين الخفيفتين اللتين في حديث سعد بن هشام، أو مع الركعتين اللتين كان يصليهما وهو جالس بعد الوتر . وهذا أشبه بروايات أبي سلمة . لأن جميعها تخبر عن صلاته بعدما بدن، وحديث سعد بن هشام يخبز عن صلاته بعدما بدن وعن صلاته قبل ذلك.


