[ ص: 502 ] البحث الثالث : في تخصيص المظنون بالقطع  
يجوز تخصيص خبر الواحد بالقرآن  ، وفي كلام بعضهم مجيء الخلاف فيما إذا كان الخبر متواترا هاهنا ، وأمثلته عزيزة ومن أمثلته قوله عليه السلام : { ما أبين من حي فهو ميت   } فإنه خص منه الصوف والشعر والوبر بقوله تعالى : { ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها    } قلت    : هذه إن جعلنا العبرة بعموم اللفظ ، فإن الحديث ورد على سبب ، وهو : { حبب إليه الغنم والإبل   } ، فإن اعتبرنا خصوص السبب فليس الحديث عاما ، وكذا قوله : { أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله   } فإنه خص منه أهل الذمة  بقوله تعالى : { حتى يعطوا الجزية عن يد    } وكذا قوله صلى الله عليه وسلم : { إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل   } فإنه خص من الكلام سبق اللسان باليمين بقوله تعالى : { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم    } وكذا قوله صلى الله عليه وسلم : { البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام   } مخصص بقوله تعالى : { فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب    } 
				
						
						
