ومثل هذا الغلط يقع فيه كثير من الناس، يقدرون تقديرا يلزم منه لوازم، [ ص: 81 ] فيثبتون تلك اللوازم، ولا يهتدون لكون ذلك التقدير ممتنعا، والتقدير الممتنع قد يلزمه لوازم ممتنعة كما في قوله تعالى: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا [الأنبياء: 22] .
ولهذا أمثلة:
منها: ما يذكره القدرية والجبرية في أن أفعال العباد: هل هي مقدورة للرب والعبد أم لا؟ فقال جمهور المعتزلة: إن الرب لا يقدر على عين مقدور العبد.
واختلفوا هل يقدر على مثل مقدوره؟
فأثبته البصريون، كأبي علي وأبي هاشم، ونفاه الكعبي وأتباعه البغداديون [ ص: 82 ] وقال جهم وأتباعه الجبرية: إن ذلك الفعل مقدور للرب لا للعبد.
وكذلك قال الأشعري وأتباعه: إن المؤثر فيه قدرة الرب دون قدرة العبد.


