ثم كانت: 
سرية عبد الله بن أنيس  
في يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم إلى سفيان بن خالد [بن نبيح الهذلي   [ ص: 198 ] بعرنة ،   وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سفيان بن خالد]  قد جمع الجموع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعث عبد الله بن أنيس  ليقتله ، فقال: صفه لي يا رسول الله ، فقال: "إذا رأيته هبته وفرقت منه وذكرت الشيطان" ، قال: وكنت لا أهاب الرجال ، واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول فأذن لي ، فأخذت سيفي وخرجت أعتزي إلى خزاعة  حتى إذا كنت ببطن عرنة  لقيته يمشي ووراءه الأحابيش ،  فعرفته بنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من خزاعة  سمعت بجمعك لمحمد  فجئتك لأكون معك ، قال: 
أجل؛ إني لأجمع له ، فمشيت معه وحدثته فاستحلى حديثي حتى انتهى إلى خبائه ، وتفرق عنه أصحابه ، حتى إذا نام الناس اغتررته فقتلته وأخذت رأسه ، ثم دخلت غارا في الجبل فضربت العنكبوت [علي] ، وجاء الطلب فلم يجدوا شيئا فرجعوا ، ثم خرجت فكنت أسير الليل وأتوارى بالنهار حتى قدمت المدينة ،  فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فلما رآني قال: "أفلح الوجه" ، قلت: أفلح وجهك يا رسول الله ، فوضعت رأسه بين يديه ، وأخبرته خبري ، فدفع إلي عصا ، وقال "تخصر بهذه في الجنة" ، فكانت عنده ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى أهله أن يدرجوها في كفنه ففعلوا . وكانت غيبته ثماني عشرة ليلة ، وقدم يوم السبت لسبع بقين من المحرم . 
قال مؤلف الكتاب: وقد ذكر محمد بن حبيب  أن هذا كان في سنة خمس 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					