ثم دخلت سنة تسع من الهجرة 
فمن الحوادث فيها: سرية عيينة بن حصن الفزاري  إلى بني تميم   في المحرم 
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عيينة  في خمسين فارسا ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري . فكان يسير الليل ويكمن النهار ، فهجم عليهم في صحراء فدخلوا وسرحوا مواشيهم فهربوا ، وأخذ منهم أحد عشر رجلا ، وإحدى عشرة امرأة ، وثلاثين صبيا ، فحبسوا بالمدينة  ، فقدم فيهم عدة من رؤسائهم؛ منهم: عطارد بن حاجب ،  والزبرقان بن بدر ،  والأقرع بن حابس .  
فلما رأوهم بكى إليهم النساء والذراري ، فعجلوا ، فجاءوا إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم ، فنادوا: يا محمد ،  اخرج إلينا ، فنزل فيهم: إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون  فرد عليهم الأسراء والسبي . 
أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر ،  قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ،  قال: 
[أخبرنا]  أبو عمرو بن حيويه  ، قال: حدثنا أبو الحسن بن معروف ،  قال: أخبرنا الحسين بن الفهم ،  قال: أخبرنا محمد بن سعد  ، قال: أخبرنا محمد بن عمر  ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله ،  عن  الزهري ،  قال: أخبرنا محمد بن يزيد ،  عن سعيد بن عمرو ،  قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر بن سفيان ،  ويقال: النحام  على صدقات بني كعب ،   [ ص: 353 ] فاستكبر ذلك بنو تميم  وشهروا السيوف ، فقدم الصدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: 
من هؤلاء القوم؟ فانتدب لهم عيينة ،  فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري ، فأغار عليهم؛ فأخذ منهم أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا ، فجلبهم إلى المدينة  ، فقدم فيهم عدة من رؤساء بني تميم:  عطارد بن حاجب ،  والزبرقان بن بدر ،  وقيس بن عاصم ،  وقيس بن الحارث ،  ونعيم بن سعد ،  والأقرع بن حابس ،  ويقال: كانوا تسعين أو ثمانين ، فدخلوا المسجد وقد أذن  بلال  الظهر والناس ينتظرون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعجلوا واستبطئوا فنادوه: يا محمد  اخرج إلينا ، فخرج فأقام  بلال  الصلاة؛ فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ، ثم أتوه ، فقال الأقرع:  
ائذن لي؛ فو الله إن حمدي لزين وإن ذمي لشين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبت! ذاك الله تعالى" . ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فخطب خطيبهم وهو عطارد بن حاجب ،  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس:  أجبه ، فأجابه ، ثم قالوا: يا محمد  ائذن لشاعرنا ، فأذن له ، فقام الزبرقان بن بدر  فأنشد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  لحسان بن ثابت:  أجبه ، فأجابه بمثل شعره ، فقالوا: والله لخطيبه أبلغ من خطيبنا ، ولشاعره أبلغ من شاعرنا ، ولهم أحلم منا ، فنزل فيهم: إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون   . 
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيس بن عاصم:   "هذا سيد أهل الوبر" ، ورد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسرى والسبي ، وأمر لهم بالجوائز كما كان يجيز الوفود 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					