[ ص: 525 ] سورة لقمان 
فيها خمس آيات 
الآية الأولى 
قوله تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث  ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين    } . 
فيها ثلاث مسائل : 
المسألة الأولى : { لهو الحديث    } هو الغناء وما اتصل به : فروى الترمذي  والطبري  وغيرهما عن  أبي أمامة الباهلي  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا يحل بيع المغنيات ، ولا شراؤهن ، ولا التجارة فيهن ، ولا أثمانهن ; وفيهن أنزل الله تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم    }   } الآية . 
وروى  عبد الله بن المبارك  عن  مالك بن أنس  عن  محمد بن المنكدر  عن  أنس بن مالك  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من جلس إلى قينة يسمع منها صب في أذنيه الآنك يوم القيامة   } . 
وروى  ابن وهب  عن  مالك بن أنس  ، عن  محمد بن المنكدر  أن الله يقول يوم القيامة : أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان ؟  [ ص: 526 ] أدخلوهم في رياض المسك . ثم يقول للملائكة : أسمعوهم حمدي وشكري ، وثنائي عليهم ، وأخبروهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . 
ومن رواية مكحول  عن  عائشة  قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من مات وعنده جارية مغنية فلا تصلوا عليه   } . 
الثاني : أنه الباطل . 
الثالث : أنه الطبل ; قاله الطبري    . 
المسألة الثانية : في سبب نزولها    : 
وفيه قولان : أحدهما : أنها نزلت في النضر بن الحارث  ، كان يجلس بمكة  ، فإذا قالت قريش    : إن محمدا  قال كذا وكذا ضحك منه ، وحدثهم بأحاديث ملوك الفرس  ، ويقول : حديثي هذا أحسن من قرآن محمد    . 
الثاني : أنها نزلت في رجل من قريش  اشترى جارية مغنية ، فشغل الناس بلهوها عن استماع النبي صلى الله عليه وسلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					