( فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض  إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين   ( 116 ) وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون   ( 117 ) ) 
يقول تعالى : فهلا وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير ، ينهون عما كان يقع بينهم من  [ ص: 361 ] الشرور والمنكرات والفساد في الأرض . 
وقوله : ( إلا قليلا   ) أي : قد وجد منهم من هذا الضرب قليل ، لم يكونوا كثيرا ، وهم الذين أنجاهم الله عند حلول غيره ، وفجأة نقمه; ولهذا أمر تعالى هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ،  كما قال تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون   ) [ آل عمران : 104 ] . وفي الحديث :  " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، أوشك أن يعمهم الله بعقاب "  ; ولهذا قال تعالى : ( فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم   ) . 
وقوله : ( واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه    ) أي : استمروا على ما هم فيه من المعاصي والمنكرات ، ولم يلتفتوا إلى إنكار أولئك ، حتى فجأهم العذاب ، ( وكانوا مجرمين   ) . 
ثم أخبر تعالى أنه لم يهلك قرية إلا وهي ظالمة [ لنفسها ] ولم يأت قرية مصلحة بأسه وعذابه قط حتى يكونوا هم الظالمين ، كما قال تعالى : ( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم   ) [ هود : 101 ] ، وقال ( وما ربك بظلام للعبيد   ) [ فصلت : 46 ] . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					