[ ص: 226 ]   (   ( فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا     ( 24 ) ) 
( فناداها من تحتها    ) قرأ أبو جعفر  ونافع  وحمزة   والكسائي  وحفص    : ( من تحتها ) بكسر الميم والتاء ، يعني جبريل  عليه السلام ، وكانت مريم  على أكمة وجبريل  وراء الأكمة تحتها فناداها . 
وقرأ الآخرون بفتح الميم والتاء ، وأراد جبريل  عليه السلام أيضا ، ناداها من سفح الجبل . 
وقيل : هو عيسى  لما خرج من بطن أمه ناداها    : ( ألا تحزني ) وهو قول مجاهد  والحسن    . 
والأول قول ابن عباس  رضي الله عنهما و السدي  وقتادة  والضحاك  وجماعة : أن المنادي كان جبريل ،  لما سمع كلامها وعرف جزعها ناداها ألا تحزني . 
( قد جعل ربك تحتك سريا    ) و " السري " : النهر الصغير . 
وقيل : تحتك ، أي : جعله الله تحت أمرك ، إن أمرتيه أن يجري جرى ، وإن أمرتيه بالإمساك أمسك . 
قال ابن عباس  رضي الله عنهما : ضرب جبريل  عليه السلام ويقال : ضرب عيسى  عليه الصلاة والسلام برجله الأرض فظهرت عين ماء عذب وجرى . 
وقيل : كان هناك نهر يابس أجرى الله سبحانه وتعالى فيه الماء وحييت النخلة اليابسة ، فأورقت وأثمرت وأرطبت . 
وقال الحسن    : " تحتك سريا    " يعني : عيسى  وكان والله عبدا سريا ، يعني : رفيعا   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					