[ ص: 306 ] سورة الأنبياء 
 [ ص: 307 ]  [ ص: 308 ]  [ ص: 309 ] 
مكية بسم الله الرحمن الرحيم ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون     ( 1 ) ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون    ( 2 ) لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون    ( 3 ) ) 
( اقترب للناس    ) قيل اللام بمعنى من ، أي اقترب من الناس حسابهم ، أي : وقت محاسبة الله إياهم على أعمالهم ، يعني يوم القيامة ، نزلت في منكري البعث ، ( وهم في غفلة معرضون    ) عن التأهب له . ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث    ) يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به . 
قال مقاتل    : يحدث الله الأمر [ بعد الأمر ] قيل : الذكر المحدث ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وبينه من السنن والمواعظ سوى ما في القرآن ، وأضافه إلى الرب عز وجل لأنه قال بأمر الرب ، ( إلا استمعوه وهم يلعبون    ) أي : استمعوه لاعبين لا يعتبرون ولا يتعظون . ( لاهية ) ساهية غافلة ، ( قلوبهم ) معرضة عن ذكر الله ، وقوله ( لاهية ) نعت تقدم الاسم ، ومن حق النعت أن يتبع الاسم في الإعراب ، وإذا تقدم النعت الاسم فله حالتان : فصل   [ ص: 310 ] ووصل ، فحالته في الفصل النصب كقوله تعالى : ( خشعا أبصارهم    ) ( القمر : 7 ) ، ( ودانية عليهم ظلالها    ) ( الإنسان : 11 ) ، و ( لاهية قلوبهم    ) وفي الوصل حالة ما قبله من الإعراب كقوله ، ( أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها    ) ( النساء : 75 ) ; ( وأسروا النجوى الذين ظلموا    ) أي أشركوا ، قوله : ( وأسروا ) فعل تقدم الجمع وكان حقه وأسر ، قال الكسائي    : فيه تقديم وتأخير ، أراد : والذين ظلموا أسروا النجوى . 
وقيل : محل " الذين " رفع على الابتداء ، معناه : وأسروا النجوى ، ثم قال : وهم الذين ظلموا . 
وقيل : رفع على البدل من الضمير في أسروا . قال المبرد    : هذا كقولك إن الذين في الدار انطلقوا بنو عبد الله ، على البدل مما في انطلقوا ثم بين سرهم الذي تناجوا به فقال : ( هل هذا إلا بشر مثلكم    ) أنكروا إرسال البشر وطلبوا إرسال الملائكة . 
( أفتأتون ) أي تحضرون السحر وتقبلونه ، ( وأنتم تبصرون    ) تعلمون أنه سحر . 
				
						
						
