[ ص: 375 ]   ( ولهم مقامع من حديد    ( 21 ) كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق    ( 22 ) إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير    ( 23 ) ) 
قوله تعالى ( ولهم مقامع من حديد     ) سياط من حديد واحدتها مقمعة قال الليث    : المقمعة شبه الجرز من الحديد من قولهم قمعت رأسه إذا ضربته ضربا عنيفا وفي الخبر :   " لو وضع مقمع من حديد في الأرض ثم اجتمع عليه الثقلان ما أقلوه من الأرض "   . ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم    ) أي : كلما حاولوا الخروج من النار لما يلحقهم من الغم والكرب الذي يأخذ بأنفاسهم ( أعيدوا فيها    ) أي ردوا إليها بالمقامع وفي التفسير إن جهنم لتجيش بهم فتلقيهم إلى أعلاها فيريدون الخروج منها فتضربهم الزبانية بمقامع من الحديد فيهوون فيها سبعين خريفا ( وذوقوا عذاب الحريق    ) أي تقول لهم الملائكة ذوقوا عذاب الحريق أي : المحرق مثل الأليم والوجيع 
قال الزجاج    : هؤلاء أحد الخصمين وقال في الآخر وهم المؤمنون : ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب    ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب    ) جمع سوار ، ( ولؤلؤا ) قرأ أهل المدينة  وعاصم    " ولؤلؤا " هاهنا وفي سورة الملائكة بالنصب وافق يعقوب هاهنا على معنى ويحلون لؤلؤا ولأنها مكتوبة في المصاحف بالألف وقرأ الآخرون بالخفض عطفا على قوله " من ذهب " ويترك الهمزة الأولى في كل القرآن أبو جعفر  وأبو بكر  ، واختلفوا في وجه إثبات الألف فيه فقال أبو عمرو    : أثبتوها كما أثبتوا في قالوا وكانوا وقال الكسائي    : أثبتوها للهمزة لأن الهمزة حرف من الحروف ( ولباسهم فيها حرير    ) أي يلبسون في الجنة ثياب الإبريسم وهو الذي حرم لبسه في الدنيا على الرجال 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح  ، أخبرنا أبو القاسم البغوي  ، أخبرنا علي بن الجعد  ، أخبرنا شعبة  ، عن قتادة  ، عن داود السراج  ، عن  أبي سعيد الخدري  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم   [ ص: 376 ] قال   " من لبس الحرير في الدنيا  لم يلبسه الله إياه في الآخرة فإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو "   . 
				
						
						
