[ ص: 390 ] وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون     ( 22 ) يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم    ( 23 ) ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون    ( 24 ) وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون    ( 25 ) قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين    ( 26 ) ) 
( وأمددناهم بفاكهة    ) زيادة على ما كان لهم ( ولحم مما يشتهون    ) من أنواع اللحمان . 
( يتنازعون ) يتعاطون ويتناولون ( فيها كأسا لا لغو فيها    ) وهو الباطل ، وروي ذلك عن قتادة  ، وقال مقاتل بن حيان    : لا فضول فيها . وقال  سعيد بن المسيب    : لا رفث فيها . وقال ابن زيد    : لا سباب ولا تخاصم فيها . وقال القتيبي    : لا تذهب عقولهم فيلغوا ويرفثوا ( ولا تأثيم    ) أي لا يكون منهم ما يؤثمهم . قال الزجاج    : لا يجري بينهم ما يلغي ولا ما فيه إثم كما يجري في الدنيا لشربة الخمر . وقيل : لا يأثمون في شربها . 
( ويطوف عليهم    ) بالخدمة ( غلمان لهم كأنهم    ) في الحسن والبياض والصفاء ( لؤلؤ مكنون    ) مخزون مصون لم تمسه الأيدي . قال سعيد بن جبير    : يعني في الصدف . 
قال عبد الله بن عمر    : وما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام ، وكل غلام على عمل ما عليه صاحبه   . 
وروي عن الحسن  أنه لما تلا هذه الآية قال : قالوا يا رسول الله : الخادم كاللؤلؤ المكنون ، فكيف المخدوم  ؟ 
وعن قتادة  أيضا قال : ذكر لنا أن رجلا قال : يا نبي الله هذا الخادم فكيف المخدوم ؟ قال : " فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب   " . 
( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون    ) يسأل بعضهم بعضا في الجنة . قال ابن عباس    : يتذاكرون ما كانوا فيه من التعب والخوف في الدنيا . 
( قالوا إنا كنا قبل في أهلنا    ) في الدنيا ( مشفقين ) خائفين من العذاب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					