[ ص: 390 ]  [ ص: 391 ]  [ ص: 392 ]  [ ص: 393 ] سورة الطارق 
مكية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( والسماء والطارق    ( 1 ) وما أدراك ما الطارق    ( 2 ) النجم الثاقب    ( 3 ) إن كل نفس لما عليها حافظ    ( 4 ) ) 
( والسماء والطارق     ) قال الكلبي    : نزلت في أبي طالب  ، وذلك أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتحفه بخبز ولبن ، فبينما هو جالس يأكل إذ انحط نجم فامتلأ ماء ثم نارا ، ففزع أبو طالب  وقال : أي شيء هذا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هذا نجم رمي به ، وهو آية من آيات الله - عز وجل - فعجب أبو طالب  فأنزل الله - عز وجل - : " والسماء والطارق    " وهذا قسم ، و " الطارق " النجم يظهر بالليل ، وما أتاك ليلا فهو طارق . 
( وما أدراك ما الطارق    ) ثم فسره فقال ( النجم الثاقب    ) أي المضيء المنير ، قال مجاهد    : المتوهج ، قال ابن زيد    : أراد به الثريا ، والعرب تسميه النجم . وقيل : هو زحل ، سمي بذلك لارتفاعه ، تقول العرب للطائر إذا لحق ببطن السماء ارتفاعا : قد ثقب . 
( إن كل نفس    ) جواب القسم ( لما عليها حافظ ) قرأ أبو جعفر ،  وابن عامر  ، وعاصم ،  وحمزة    : " لما " بالتشديد ، يعنون : ما كل نفس إلا عليها حافظ ، وهي لغة هذيل يجعلون " لما " بمعنى " إلا " يقولون : نشدتك الله لما قمت ، أي إلا قمت . 
وقرأ الآخرون بالتخفيف ، جعلوا " ما " صلة ، مجازه : إن كل نفس لعليها حافظ [ من ربها ]   [ ص: 394 ]   [ وتأويل الآية : كل نفس عليها حافظ من ربها ] يحفظ عملها ويحصي عليها ما تكتسب من خير وشر . 
قال ابن عباس    : هم الحفظة من الملائكة . قال الكلبي    : حافظ من الله يحفظها ويحفظ قولها وفعلها حتى يدفعها ويسلمها إلى المقادير ، ثم يخلي عنها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					