( قد أفلح من زكاها     ( 9 ) وقد خاب من دساها    ( 10 ) كذبت ثمود بطغواها    ( 11 ) ) 
( قد أفلح من زكاها    ) وهذا موضع القسم ، أي فازت وسعدت نفس زكاها الله  ، أي أصلحها وطهرها من الذنوب ووفقها للطاعة . ( وقد خاب من دساها    ) أي خابت وخسرت نفس أضلها الله فأفسدها    . 
وقال الحسن    : معناه قد أفلح من زكى نفسه فأصلحها وحملها على طاعة الله - عز وجل - ، " وقد خاب من دساها    " أهلكها وأضلها وحملها على المعصية ، فجعل الفعل للنفس . 
و " دساها    " أصله : دسسها من التدسيس ، وهو إخفاء الشيء ، فأبدلت السين الثانية ياء . 
والمعنى هاهنا : أخملها وأخفى محلها بالكفر والمعصية . 
أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني  ، أخبرنا أبو محمد محمد بن علي بن محمد بن شريك الشافعي  ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم أبو بكر الجوربذي  ، حدثنا أحمد بن حرب  ، حدثنا أبو معاوية  عن عاصم ،  عن أبي عثمان  وعبد الله بن الحارث  ، عن  زيد بن أرقم  قال : لا أقول لكم إلا ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنا : " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن والهم وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن دعوة لا يستجاب لها " . قوله - عز وجل - ( كذبت ثمود بطغواها    ) بطغيانها وعدوانها ، أي الطغيان حملهم على التكذيب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					