( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون    ( 124 ) وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون    ( 125 ) أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون    ( 126 ) . 
قوله تعالى : ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا    ) يقينا . كان المنافقون يقولون هذا استهزاء ، قال الله تعالى : ( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا    ) يقينا وتصديقا ، ( وهم يستبشرون    ) يفرحون بنزول القرآن . 
( وأما الذين في قلوبهم مرض    ) شك ونفاق ، ( فزادتهم رجسا إلى رجسهم    ) أي : كفرا إلى كفرهم ، فعند نزول كل سورة ينكرونها يزداد كفرهم بها . 
قال مجاهد    : هذه الآية إشارة إلى الإيمان : يزيد وينقص    . 
وكان عمر  يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابه فيقول : تعالوا حتى نزداد إيمانا   . 
وقال  علي بن أبي طالب    : إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب ، فكلما ازداد الإيمان عظما ازداد ذلك البياض حتى يبيض القلب كله ، وإن النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب فكلما ازداد النفاق ازداد ذلك السواد حتى يسود القلب كله ، وايم الله لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود   . 
قوله : ( وماتوا وهم كافرون    ) . 
قوله : ( أولا يرون    ) قرأ حمزة  ويعقوب    : " ترون " بالتاء على خطاب النبي المؤمنين ، وقرأ الآخرون بالياء ، خبر عن المنافقين المذكورين . ( أنهم يفتنون    ) يبتلون ( في كل عام مرة أو مرتين    ) بالأمراض   [ ص: 115 ] والشدائد . وقال مجاهد    : بالقحط والشدة . وقال قتادة    : بالغزو والجهاد . وقال مقاتل بن حيان    : يفضحون بإظهار نفاقهم . وقال عكرمة    : ينافقون ثم يؤمنون ثم ينافقون . وقال يمان    : ينقضون عهدهم في السنة مرة أو مرتين . ( ثم لا يتوبون    ) من نقض العهد ولا يرجعون إلى الله من النفاق ، ( ولا هم يذكرون    ) أي : لا يتعظون بما يرون من تصديق وعد الله بالنصر والظفر للمسلمين . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					