[ ص: 156 ]  [ ص: 157 ]  [ ص: 158 ]  [ ص: 159 ]   [ سورة هود ] 
سورة هود 
مكية إلا قوله : ( وأقم الصلاة طرفي النهار    ) وهي مائة وثلاث وعشرون آية . بسم الله الرحمن الرحيم ( الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير     ( 1 ) ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير    ( 2 ) وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير    ( 3 ) . 
( الر كتاب    ) أي : هذا كتاب ، ( أحكمت آياته    ) قال ابن عباس    : لم ينسخ بكتاب كما نسخت الكتب والشرائع به ، ( ثم فصلت    ) بينت بالأحكام والحلال والحرام . وقال الحسن    : أحكمت بالأمر والنهي ، ثم فصلت بالوعد والوعيد . قال قتادة    : أحكمت أحكمها الله فليس فيها اختلاف ولا تناقض وقال مجاهد    : فصلت أي : فسرت . وقيل : فصلت أي : أنزلت شيئا فشيئا ، ( من لدن حكيم خبير    ) . 
( ألا تعبدوا إلا الله    ) أي : وفي ذلك الكتاب : أن لا تعبدوا إلا الله ، ويكون محل " أن " رفعا . وقيل : محله خفض ، تقديره : بأن لا تعبدوا إلا الله ، ( إنني لكم منه    ) أي : من الله ( نذير ) للعاصين ، ( وبشير ) للمطيعين . 
( وأن ) عطف على الأول ، ( استغفروا ربكم ثم توبوا إليه    ) أي : ارجعوا إليه بالطاعة . قال الفراء    : " ثم " هنا بمعنى الواو ، أي : وتوبوا إليه ، لأن الاستغفار هو التوبة ، والتوبة هي الاستغفار .   [ ص: 160 ] وقيل : أن استغفروا ربكم من المعاصي ثم توبوا إليه في المستأنف . 
( يمتعكم متاعا حسنا    ) يعيشكم عيشا حسنا في خفض ودعة وأمن وسعة . قال بعضهم : العيش الحسن هو الرضا بالميسور والصبر على المقدور . 
( إلى أجل مسمى    ) إلى حين الموت ، ( ويؤت كل ذي فضل فضله    ) أي : ويؤت كل ذي عمل صالح في الدنيا أجره وثوابه في الآخرة . وقال أبو العالية    : من كثرت طاعته في الدنيا زادت درجاته في الآخرة في الجنة ، لأن الدرجات تكون بالأعمال   . 
وقال ابن عباس    : من زادت حسناته على سيئاته دخل الجنة ، ومن زادت سيئاته على حسناته دخل النار ، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف ، ثم يدخل الجنة بعد   . 
وقيل : يؤت كل ذي فضل فضله يعني : من عمل لله عز وجل وفقه الله فيما يستقبل على طاعته . 
( وإن تولوا    ) أعرضوا ، ( فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير    ) وهو يوم القيامة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					