[ ص: 197 ]   ( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز    ( 91 ) قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط    ( 92 ) ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب    ( 93 ) ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين    ( 94 ) . 
  ( قالوا يا شعيب ما نفقه    )  ما نفهم ، ( كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا    ) وذلك أنه كان ضرير البصر ، فأرادوا ضعف البصر ، ( ولولا رهطك    ) عشيرتك وكان في منعة من قومه ، ( لرجمناك    ) لقتلناك . والرجم : أقبح القتل . ( وما أنت علينا    ) عندنا ، ( بعزيز ) . 
( يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله    ) أي : مكان رهطي أهيب عندكم من الله ، أي : إن تركتم قتلي لمكان رهطي فالأولى أن تحفظوني في الله . ( واتخذتموه وراءكم ظهريا    ) أي : نبذتم أمر الله وراء ظهوركم وتركتموه ، ( إن ربي بما تعملون محيط    ) . 
( ويا قوم اعملوا على مكانتكم    ) أي : على تؤدتكم وتمكنكم . يقال : فلان يعمل على مكانته إذا عمل على تؤدة وتمكن . ( إني عامل ) على تمكني ، ( سوف تعلمون ) أينا الجاني على نفسه ، والمخطئ في فعله ، فذلك قوله : ( من يأتيه عذاب يخزيه ) يذله ( ومن هو كاذب    ) قيل : " من " في محل النصب ، أي : فسوف تعلمون الكاذب . وقيل : محله رفع ، تقديره : ومن هو كاذب يعلم كذبه ويذوق وبال أمره . ( وارتقبوا    ) وانتظروا العذاب ( إني معكم رقيب    ) منتظر . 
  ( ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة    )  قيل : إن جبريل  عليه السلام صاح بهم صيحة فخرجت أرواحهم . وقيل : أتتهم صيحة من السماء فأهلكتهم . ( فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) ميتين . 
				
						
						
