[ ص: 364 ]  [ ص: 365 ]  [ ص: 366 ]  [ ص: 367 ]   [ سورة الحجر ] 
مكية 
بسم الله الرحمن الرحيم ( الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين     ( 1 ) ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين    ( 2 ) . 
( الر ) قيل : معناه : أنا الله أرى ( تلك آيات الكتاب    ) أي : هذه آيات الكتاب ( وقرآن ) أي : وآيات قرآن ( مبين ) أي : بين الحلال من الحرام والحق من الباطل . فإن قيل : لم ذكر الكتاب ثم قال ( وقرآن مبين ) وكلاهما واحد ؟ 
قلنا : قد قيل كل واحد يفيد فائدة أخرى ، فإن الكتاب : ما يكتب ، والقرآن : ما يجمع بعضه إلى بعض . 
وقيل : المراد بالكتاب : التوراة والإنجيل ، وبالقرآن هذا الكتاب . 
( ربما ) قرأ أبو جعفر ،  ونافع ،  وعاصم  بتخفيف الباء والباقون بتشديدها ، وهما لغتان ، ورب للتقليل وكم للتكثير ، ورب تدخل على الاسم ، وربما على الفعل ، يقال : رب رجل جاءني ، وربما جاءني رجل ، وأدخل ما هاهنا للفعل بعدها . ( يود ) يتمنى ( الذين كفروا لو كانوا مسلمين    ) . 
واختلفوا في الحال التي يتمنى الكافر فيها الإسلام . 
قال الضحاك    : حالة المعاينة .   [ ص: 368 ] 
وقيل : يوم القيامة . 
والمشهور أنه حين يخرج الله المؤمنين من النار    . 
وروي عن  أبي موسى الأشعري  رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اجتمع أهل النار في النار ، ومعهم من شاء الله من أهل القبلة ، قال الكفار لمن في النار من أهل القبلة : ألستم مسلمين ؟ قالوا بلى ، قالوا : فما أغنى عنكم إسلامكم وأنتم معنا في النار ؟ قالوا : كانت لنا ذنوب فأخذنا بها ، فيغضب الله تعالى لهم [ بفضل رحمته ] فيأمر بكل من كان من أهل القبلة في النار فيخرجون منها ، فحينئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين   . 
فإن قيل : كيف قال " ربما " وهي للتقليل وهذا التمني يكثر منه الكفار ؟ 
قلنا : قد تذكر " ربما " للتكثير ، أو أراد : أن شغلهم بالعذاب لا يفرغهم للندامة إنما يخطر ذلك ببالهم أحيانا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					