[ ص: 357 ] قال  الحافظ أبو بكر البيهقي  في " الدلائل " : جماع أبواب السرايا التي تذكر بعد فتح خيبر  وقبل عمرة القضية ، وإن كان تاريخ بعضها ليس بالواضح عند أهل المغازي . سرية أبي بكر الصديق  إلى بني فزارة   
قال  الإمام أحمد    : حدثنا بهز ،  ثنا  عكرمة بن عمار ،  ثنا إياس بن سلمة ،  حدثني أبي قال : خرجنا مع أبي بكر بن أبي قحافة  ، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ، فغزونا بني فزارة ، فلما دنونا من الماء ، أمرنا أبو بكر  فعرسنا ، فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر  فشننا الغارة ، فقتلنا على الماء من قتلنا . قال سلمة : ثم نظرت إلى عنق من الناس فيه من الذرية والنساء ، نحو الجبل وأنا أعدو في آثارهم ، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل ، فرميت بسهم فوقع بينهم وبين الجبل . قال : فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر حتى أتيته على الماء ، وفيهم امرأة من فزارة عليها قشع من أدم ، ومعها ابنة لها من أحسن العرب . قال : فنفلني أبو بكر  بنتها . قال : فما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة ، ثم بت فلم   [ ص: 358 ] أكشف لها ثوبا . قال : فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق ، فقال لي : " يا سلمة  هب لي المرأة " قال : فقلت : والله يا رسول الله لقد أعجبتني ، وما كشفت لها ثوبا . قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني ، حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال : " يا سلمة  ، هب لي المرأة ، لله أبوك " . قال : فقلت : يا رسول الله ، والله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا . وهي لك يا رسول الله . قال : فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ، وفي أيديهم أسارى من المسلمين ، ففداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة وقد رواه مسلم   والبيهقي  من حديث  عكرمة بن عمار ،  به . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					