سورة الفرقان  
بسم الله الرحمن الرحيم  
قوله تعالى : (  تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك      )   الآية [ 10 ] .  
655 - أخبرنا  أحمد بن محمد بن إبراهيم المقرئ  قال : أخبرنا  أحمد بن أبي الفرات  قال : أخبرنا  عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري  قال : أخبرنا  محمد بن حميد بن فرقد  قال : حدثنا   إسحاق بن بشر  قال : حدثنا  جويبر  ، عن  الضحاك ،  عن   ابن عباس  قال :  لما عير المشركون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفاقة ، وقالوا : (  مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق      ) حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزل  جبريل      - عليه السلام - من عند ربه معزيا له ، فقال : " السلام عليك يا رسول الله ، رب العزة يقرئك السلام ويقول لك : (  وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق      ) " أي : يبتغون المعاش في الدنيا . قال : فبينا  جبريل      - عليه السلام - والنبي - صلى الله عليه وسلم - يتحدثان ، إذ ذاب  جبريل      - عليه السلام - حتى صار مثل الهردة ؟ قيل : يا رسول الله ، وما الهردة ؟ قال : " العدسة " ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما لك ذبت حتى صرت مثل الهردة ؟ " قال : " يا  محمد   فتح باب من أبواب السماء ولم يكن فتح قبل ذلك اليوم ، وإني أخاف أن يعذب قومك عند تعييرهم إياك بالفاقة " . فأقبل النبي  وجبريل      - عليهما السلام - يبكيان ، إذ عاد  جبريل      - عليه السلام - إلى حاله ، فقال : " أبشر يا  محمد ،   هذا  رضوان   خازن الجنة قد أتاك بالرضا من ربك " . فأقبل  رضوان   حتى سلم ، ثم قال : " يا  محمد ،   رب العزة يقرئك السلام " - ومعه سفط من نور يتلألأ - " ويقول لك ربك : هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع ما لا ينتقص لك مما عندي في الآخرة مثل جناح بعوضة . " فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى  جبريل      - عليه السلام - كالمستشير له ، فضرب  جبريل   بيده إلى الأرض ، فقال : " تواضع لله " ، فقال : " يا  رضوان ،   لا حاجة لي فيها ، الفقر أحب إلي ، وأن أكون عبدا صابرا شكورا " . فقال  رضوان      - عليه السلام - : " أصبت ، أصاب الله بك " ، وجاء نداء من السماء فرفع  جبريل      - عليه السلام - رأسه ، فإذا السماوات قد فتحت أبوابها إلى العرش ، وأوحى الله تعالى إلى جنة عدن أن تدلي غصنا من أغصانها عليه عذق ، عليه غرفة من زبرجدة خضراء لها سبعون ألف باب من ياقوتة حمراء ، فقال  جبريل      - عليه السلام - : " يا  محمد   ارفع بصرك " ، فرفع فرأى منازل الأنبياء ، وغرفهم ، فإذا منازله فوق منازل الأنبياء فضلا له خاصة ، ومناد ينادي : " أرضيت يا  محمد ؟      " فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " رضيت ، فاجعل ما أردت أن تعطيني في الدنيا ، ذخيرة      [ ص: 174 ] عندك في الشفاعة يوم القيامة "     . ويروى : أن هذه الآية أنزلها  رضوان      : (  تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا      ) .  
				
						
						
