السادس والعشرون :  إطلاق اسم البشرى على المبشر به      . كقوله - تعالى - :  بشراكم اليوم جنات      ( الحديد : 12 ) قال  أبو علي الفارسي     : التقدير : بشراكم دخول جنات ، أو خلود جنات ؛ لأن البشرى مصدر ، والجنات ذات ، فلا يخبر بالذات عن المعنى .  
ونحوه إطلاق اسم المقول على القول ، كقوله - تعالى - :  قل لو كان معه آلهة كما يقولون      ( الإسراء : 42 ) . ومنه :  سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا      ( الإسراء : 43 ) أي عن مدلول قولهم ومنه :  فبرأه الله مما قالوا      ( الأحزاب : 69 ) أي من مقولهم ؛ وهو الأدرة .  
وإطلاق الاسم على المسمى ، كقوله - تعالى - :  ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها      ( يوسف : 40 ) أي مسميات .  سبح اسم ربك الأعلى      ( الأعلى : 1 ) أي ربك .  
 [ ص: 408 ] وإطلاق اسم الكلمة على المتكلم ، كقوله - تعالى - :  لا تبديل لكلمات الله      ( يونس : 64 ) أي لمقتضى عذاب الله ، و  إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم      ( آل عمران : 45 ) تجوز بالكلمة عن  المسيح ،   لكونه تكون بها من غير أب ، بدليل قوله :  وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين      ( آل عمران : 45 ) ولا تتصف الكلمة بذلك .  
وأما قوله - تعالى - :  اسمه المسيح عيسى      ( آل عمران : 45 ) ، فإن الضمير فيه عائد إلى مدلول الكلمة ، والمراد بالاسم المسمى ، فالمعنى : المسمى المبشر به  المسيح ابن مريم      .  
وإطلاق اسم اليمين على المحلوف به ؛ كقوله - تعالى - :  ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم      ( البقرة : 224 ) أي لا تجعلوا يمين الله ، أو قسم الله مانعا لما تحلفون عليه من البر والتقوى بين الناس .  
إطلاق الهوى عن المهوي ، ومنه :  ونهى النفس عن الهوى      ( النازعات : 40 ) أي عما تهواه من المعاصي ، ولا يصح نهيها عن هواها ، وهو ميلها ؛ لأنه تكليف لما لا يطاق ؛ إلا على حذف مضاف ، أي نهي النفس عن اتباع الهوى .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					